كتبت أسرار شبارو في النهار: أرادت تمضية أوقات سعيدة مع أولاد عمها، توجهوا لشراء السكاكر، توقفوا قليلاً أمام منزلها في الأوزاعي، واذ بسيارة مسرعة يقودها مخمور، تدهسهم قبل أن تصطدم بسيارة مركونه في المكان وتستقر داخل كاراج… سقطت جيزيل الملقبة بـ”جنى” قتيلة على الفور، في حين أصيب أقرباؤها وهم أربعة أشقاء بجروح بالغة في حادث مأسوي ذكّر بفاجعة أوستراليا التي وقعت قبل أيام.
مصاب كبير
عند الساعة الثامنة والنصف من مساء السبت الماضي، حلّت الكارثة على عائلة قدّور. وبحسب ما شرح وسيم ابن عم جيزيل وشقيق الأطفال الأربعة المصابين “لفظت ابنة الست سنوات آخر أنفاسها على الفور. نُقلت إلى مستشفى الزهراء جسداً بلا روح، فالضربة كانت على رأسها، لم تترك لها مجالاً لمقاومة الموت”. وأضاف: “شقيقي علي (15 سنة) في وضع صحي خطير، دخل في غيبوبة، نتمنى أن يستيقظ منها، أما زينب (16 سنة) فبُترت ساقها. في الأمس استيقظت من الغيبوبة وهي في وضع نفسي صعب، لا سيما بعدما علمت أنها خسرت قطعة من جسدها. ورشا مصابة بكسر في حوضها، خضعت لعملية تكلفتها 5 ملايين و500 ألف ليرة، لا نملك المال لدفع المبلغ لإخراجها من المستشفى، وأهل الشاب الذي تسبب بالكارثة، ويدعى حسين، لم يزوروا أشقائي في المستشفى ولم يدفعوا التكاليف بعد، ليحضر بعدها واحد منهم ويخبرنا أنه سيتواصل مع وزارة الصحة لتغطية علاجها، إلا أن الوزارة رفضت كون الأمر يتعلق بحادث سير. أما عمر (10 سنوات) فأصيب برضوض في مختلف أنحاء جسده”.
بأي ذنب قتلت وأصيبوا؟
رحلت جيزيل ابنة بلدة العين، صغيرة عائلتها في غفلة، والسبب: “تهور سائق مخمور يبلغ من العمر 26 سنة من بلدة نحلة ـ بعلبك، كان يشفّط بسيارة صديقه الذي جلس إلى جانبه عند وقوع الفاجعة، وقد أوقف من قبل مفرزة سير الضاحية بناء على إشارة القضاء المختص، بجرم صدم وتسبب بوفاة وايذاء وتعاطي مخدرات، لا بل لا يحوز على رخصة سوق. وتبين بنتيجة الفحص الذي أجراه عناصر مكتب مكافحة المخدرات المركزي، أنه يتعاطى الكوكايين وحشيشة الكيف والحبوب المخدرة. كما رفعنا دعوى على مالك السيارة”. قال وسيم قبل أن يضيف: “خرب بيتنا، نريد أن يتحمل أهل السائق المخمور تكلفة علاج أشقائي، وعلاج زينب بشكل دائم، فهي تحتاج الى عدة عمليات وطرف اصطناعي، فما حصل معها فاجعة ستدفع ثمنها طوال عمرها”. وختم: “نطالب القضاء أن ينصفنا بأخذ حقنا وإنزال أشد العقوبات بالسائق، فما الذنب الذي ارتكبته جيزيل التي دفعت حياتها ثمن زعرنته؟ وما الذنب الذي ارتكبته شقيقتي لكي تصبح مبتورة القدم؟ وعلي الذي يصارع الموت؟”.
النهار