أزمة الدواء مستمرة رغم رفع الدعم والإستيراد متوقف

أزمة الدواء مستمرة رغم رفع الدعم والإستيراد متوقف

- ‎فيالمحلية

انطلق فعليًّا مسار رفع الدعم عن الأدوية، وزارة الصحة أعلنت عن تصنيف الأدوية بين مدعوم ويشمل أدوية الأمراض المزمنة والمستعصية واللقاحات وحليب الأطفال والبنج والأمراض النفسيّة والعصبيّة، وغير مدعوم ويشمل باقي الأدوية، حوالى 75 % منها تبلغ قيمتها أقل من 12 ألف ليرة لبنانية، وفق ما أعلن وزير الصحة حمد حسن. الوزارة نشرت لائحة الأدوية غير المدعومة المستوردة والمصنّعة محليًّا بإجازة، مرفقة بأسعارها بعد رفع الدعم.
السؤال المطروح: هل ستُحلّ أزمة الدواء بعد رفع الدعم الجزئي؟ وهل سيجد المواطن أدويته من الآن فصاعدًا؟
لا يبدو أنّ الحلّ وشيك. نقيب مستوردي الأدوية كريم جبارة أكّد في حديث لـ “لبنان 24” أنّ خطّة وزارة الصحة بإصدار لائحة بالأدوية المدعومة وغير المدعومة، لن تَحُلّ أزمة الدواء، وسيبقى الإستيراد متوقّفًا “ما فعلته الوزارة أن أصدرت لائحة أدوية لن تكون مدعومة من مصرف لبنان، أي أنّ المستورِد في هذه الحال، ولتأمين هذه الأدوية، سيلجأ إلى السوق الموازية ليشتري الدولار بـ 22 أو 23 ألف حسب سعره، يستورد أدوية ويبيعها على سعر 12 ألف للدولار، فمن هو المستورد الذي سيفعل ذلك؟ عمليّا بقي الإستيراد متوقفًا تمامًا، ولم يتغير شيء”.
لائحة الأدوية المدعومة تقدّمها وزارة الصحة إلى مصرف لبنان للحصول على موافقته النهائية لتمويل دعمها، وفق ما أوضح رئيس لجنة الصحة النيابية الدكتور عاصم عراجي لـ “لبنان 24″، والمبلغ المتفق عليه مع المركزي هو 50 مليون دولار شهرياً، أي بتخفيضه إلى أكثر من النصف.
وعما إذا كانت خطّة الوزارة ستوقف تهريب الأدوية قال عراجي “إذا لم تترافق مع ضبط الحدود ما منكون عملنا شي”. عراجي يطرح البطاقة الدوائية بقيمة مليوني ليرة مموّلة من جهات خارجية، بموجبها يحصل المريض على أدويته المزمنة، مرفقة بوصفة الطبيب، ومن شأنها أن تكشف إذا ما اشترى المواطن الدواء نفسه من أكثر من صيدلية، بما يمنع التهريب والتخزين.
عضو لجنة الصحة النيابية الدكتور بلال عبد الله لفت عبر “لبنان 24” إلى أنّ خطّة الوزارة اتُخذت بالتنسيق مع لجنة الصحة النيابية “نحن موافقون عليها كخطوة أولى، وإن كنّا كلقاء ديمقراطي قد طرحنا خططًا جذرية، نأمل أن تُعتمد في المدى المنظور، كترشيد الدعم وإعطاء أولوية للصناعة الدوائية الوطنية، واعتماد الجنريك الأرخص، وفي الوقت نفسه إذا استمر الوضع في المسار الإنحداري، سنكون مبادرين للسماح لوزارة الصحة باستيراد أدوية مباشرةً، خاصة أدوية الأمراض السرطانية والمستعصية”.
أضاف عبد الله “معظم أدوية OTC سيُرفع عنها الدعم، لتصبح وفق سعر دولار السوق الموازية، بالمقابل تمّ اختيار ما بين 15 و 20 دواءً من أدوية الـ OTC الأكثر طلبًا، بقيت مدعومة. في نهاية المطاف هذا الخيار بات اضطراريًا لخفض الفاتورة الدوائيّة، فهناك أدوية يستهلكها المواطن بمقدار مرّة واحدة شهريًا أو مرة كل ستة أشهر أو أكثر، هذه الأدوية رُفع الدعم عنها، وتمّ إعطاء الأولوية لأدوية الأمراض المستعصية والمزمنة التي يستهلكها المريض بشكل دائم”.

بالمحصّلة، الصيدليات مقفلة، والمريض عاجز عن تأمين أدويته. هذا الواقع المأساوي وحده يستوجب التخلي عن الأنانيات والنكايات، والذهاب فورًا نحو تأليف حكومة تنقذ البلاد والعباد من الجحيم المحتّم، إلّا إذا كان رئيس البلاد وكافة المعنيين ليسوا على علم بما يجري، هذا ما دفع النائب عراجي لمناشدة رئيس الجمهورية عبر تويتر”فخامتك أنا أكيد أن الذين بالقصر ما عما يوصلولك حقيقة الوضع المأساوي، صحة الناس بخطر”.