تستولد الازمة المعيشية والاقتصادية مع طول أمدها، المزيد من الازمات المتلاحقة، لا تقف عند حد الفقر والغلاء وارتفاع الاسعار وارتفاع نسبة البطالة وفقدان الادوية وشح البنزين والانتظار على أبواب المستشفيات وسواها، بل تتعداها الى مختلف نواحي الحياة، حتى على علاقات الناس مع بعضها البعض، وآخرها حرص اصحاب الشقق الطلب من المستأجرين إخلاءها عند انتهاء العقد بهدف اعادة تأجيرها بالدولار الاميركي او اقفالها، في مؤشر على ازمة جديدة.
ابراهيم واحد من عشرات بل مئات المستأجرين في مدينة صيدا، طالبه صاحب الشقة التي يقطنها بضرورة اخلائها حين انتهاء موعد العقد الموقع بينهما لمدة ثلاث سنوات على مبلغ وقدره اربعمئة دولار، كان يدفعها على سعر الصرف الرسمي 1500 ليرة لبنانية، اليوم يواجه ازمة البحث عن شقة بديلة بعدما بدأ اصحابها تأجيرها بالدولار الاميركي او اقفالها بانتظار اتفاق ينظم العملية.
يقول ابراهيم وهو عامل مياوم في أحد المقاهي لـ”نداء الوطن”: “ان الازمة المعيشية ضربت كل الاسس الاجتماعية، غياب الثقة بالمسؤولين لايجاد الحلول السريعة بما يعيد انتظام دورة الحياة اليومية على اسس واضحة بعيداً من الفوضى والعشوائية، وغياب الانسانية وتعامل كثير من التجار واصحاب الشقق على انها تجارة قائمة في بعضها على الاحتكار والجشع، جعل مصيرنا في مهب الرياح بعيداً من اي اهتمام”. ويضيف: “قد يكون صاحب الشقة على حق، ولكن ايضاً المستأجر على حق كذلك، فمن أين يأتي بالاموال طالما ان راتبه بالليرة اللبنانية وبالكاد يكفي قوت يومه وعائلته؟ انها ازمة جديدة تطرق الابواب بعد سنتين ونيف على بدء الازمة فعلياً”.
المصدر| محمد دهشة – نداء الوطن