تشهد أسعار تذاكر الطيران “تحليقاً” جنونياً على وقع التطوّرات الأمنية اللبنانية والإقليمية والإجراءات الاحترازية التي اتخذتها مروحة واسعة من الشركات تخوفاً من تدهور الأوضاع وانزلاقها إلى حرب واسعة في المنطقة.
ومنذ حادثة “مجدل شمس” يوم السبت الماضي، والتهديدات الإسرائيلية بالردّ القاسي على حزب الله بعد اتهامه بوقوفه وراء العملية رغم نفيه ذلك، اتخذت شركات طيران لبنانية، دولية وعربية، جملة إجراءات مؤقتة، من تعديل وإلغاء وتعليق رحلات ربطاً بالوضع الأمني، قبل أن تعود وتُمدّدها عقب اغتيال جيش الاحتلال للقيادي الكبير في حزب الله فؤاد شكر بالعدوان الذي شنته على الضاحية الجنوبية لبيروت مساء الثلاثاء.
هذه الإجراءات التي ترافقت أيضاً مع دعوات سفارات اجنبية وعربية لرعاياها بعدم السفر إلى لبنان أو مغادرة أراضيه فوراً، زادت إثر الاستهداف الإسرائيلي لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية في طهران، وتوّعد إيران بردٍّ قاسٍ وحتميٍّ، خصوصاً أنّ الردّ الماضي لها في شهر نيسان، على قصف قنصليتها في العاصمة السورية دمشق، “زعزع” الأجواء اللبنانية.
رايان خالد، لـ”العربي الجديد”، إنه بطبيعة الحال إذا كان الشخص حجز مسبقاً تذكرته وعمدت شركة الطيران إلى إلغاء الرحلة أو تأجيلها، عليها أن تعوّض له بحجز مقعد في الرحلة القادمة، من دون أن يضطر إلى حجز تذكرة أخرى وبسعر يكون أكثر ارتفاعاً.
ولفتت خالد إلى أن “هناك في هذه الظروف شركات تعمد إلى استغلال الوضع للكسب المادي، ولكن في المقابل هناك شركات محترمة تتعاطى بمسؤولية مع زبائنها”، مشيرة إلى أنّ “الشركات تواجه تعقيدات خلال هذه الفترة، خصوصاً مع الأشخاص الذين سافروا إلى بلد معين، وحصلت الأحداث أثناء إقامتهم، وعلقوا هناك، هؤلاء نحاول مساعدتهم بكل ما أمكن لتأمين عودتهم مثلاً من مصر أو تركيا وبلدان أخرى”، لافتة أيضاً إلى أنّ “هناك صعوبات في العثور على مقاعد على متن الطائرات، في ظل الطلب المرتفع”.
إجراءات استثنائية
وتبعاً لهذا المشهد، يوضح رئيس نقابة أصحاب مكاتب السفر جان عبود لـ”العربي الجديد”، أنّ “أسعار التذاكر يحكمها العرض والطلب، وفي ظلّ الإلغاء وتراجع العرض أمام الطلب، وتقديم العديد مواعيد رحلاتهم، ارتفع السعر، ولم يعد هناك مقاعد، حيث إن المقاعد مثلاً على الدرجة الاقتصادية تعدّ محجوزة بالكامل، بعكس درجة رجال الأعمال، وبالنهاية شركات الطيران تجارية ولديها تكاليف تشغيلية”.
كذلك، أشار عبود إلى أنّه “عندما يحصل أي حدث أو طارئ يدفع شركات الطيران إلى اتخاذ إجراءات استثنائية وإلغاء رحلتها، فهذه الأخيرة تعمد إلى متابعة أوضاع ركابها سواء بحجز فنادق لهم في البلد الذي توقفوا فيه أو تمنحهم مبلغ من المال مثلاً 300 دولار لقضاء الليلة، هذا بالنسبة إلى أولئك الذين يريدون السفر على متن أول رحلة قادمة أو تحوّلهم إلى شركات طيران أخرى، أو لمواقع أخرى ينتقلون منها إلى وجهتهم الأساسية، وغيرها من الخطوات التي يفرضها القانون، وبالتالي تتحمّل التكاليف من دون أن يتكبّد المسافر مصاريف إضافية”.
وأيضاً لفت عبود إلى أنّ “هناك تراجعاً بحوالي 30 إلى 33% بعدد الوافدين إلى لبنان، وهناك حالات تعمد إلى تقديم رحلاتها ما أحدث فوضى، حيث إن عامل الخوف مؤثر بطبيعة الحال، وهناك قلق من إقفال المطار ولا سيما في ظلّ الإجراءات التي تعتمدها شركات الطيران والإلغاءات التي توالت”، مشيراً كذلك إلى أن “هناك تراجعا في عدد الرحلات اليومية إلى بيروت من 85 إلى 70 رحلة”.