مساء أمس حلّت الكارثة على عائلة تلميذ المدرسة كمال شعبان في الطريق الجديدة. في لحظة خسرت أغلى الناس، من ربتّه سنوات، وحلمت بمستقبل زاهر له. وبحسب ما قاله مصدر أمني ، أنهى كمال دراسته وتوجه إلى غرفته، لفَ حزام حقيبته المدرسية حول عنقه بعدما ربطه بخزانته، في وقت كانت والدته منهمكة بتدريس شقيقته، أما والده فكان خارج المنزل. نُقل إلى مستشفى المقاصد، حاول الأطباء إنعاشه لكن الروح فارقت جسده”، وأضاف: “فتحت الوالده باب الغرفة فاكتشفت الفاجعة”، لافتاً إلى أن “كمال، ومنذ عمر الست سنوات يعاني مرض الاضطراب المزاجي، وبسببه كان يتناول أدوية الاكتئاب”، في حين قال الوالد المفجوع والغصة تخنق كلماته: “كمال بيجنن كالوردة لا يزال طفلاً”.
الحادثة الأليمة التي حصلت مع عائلة شعبان، والخسارة الكبيرة بفقدان ولدها، يجب أن تدفع جميع الأهالي، كما قالت رئيسة الاتحاد لحماية الأحداث في لبنان أميرة سكر ، “إلى التعلم من التجربة المريرة، فكلنا معرضون لمثل هذه الكارثة، وعلى الوالدين عند وجود أي مشكلة لدى ولدهم حتى وإن كانت تتم متابعته طبياً، الحرص على كيفية التعامل معه ومعرفة ما هي المخاطر المحيطة به وإبقائه تحت نظرهم”، وأضافت: “في هذه الحادثة ننتظر معطيات التحقيق، وأتمنى أن يلهم الله الصبر والسلوان لعائلته”.
اليوم ووري كمال في الثرى، التحف تراب جبانة الشهداء، ليرقد للمرة الأولى بعيداً عن حضن والديه وشقيقه وشقيقته. أقاربه ومعارفه نعوه في صفحاتهم على موقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك”، حيث عبّروا عن حزنهم العميق على فقدانه، منهم من كتب “اللهم أرحم من عجزت عقولنا عن استيعاب فراقهم وأجعل قبورهم نوراً وضياء إلى يوم يبعثون! الله يرحمك يا كمال ويصبر قلبك أهلك” و”إلى اللقاء يا من أوجعت بفراقك القلب”.
النهار