عملية التلقيح الوطني في صيدا ضد “كورونا” انطلقت في موعدها، بعد عام الا اسبوع واحد فقط على انتشاره في لبنان اذ سجلت اول حالة اصابة في 21 شباط 2020، الفيروس الذي فتك بابناء المدينة كما اللبنانيين، تقرر بدء القضاء عليه باللقاح من المستشفى الحكومي، الذي كان اول من انخرط في معركة مواجهته بالعلاج رغم الامكانيات المحدودة.
اليوم الاول من عملية التلقيح كان أشبه بـ “البروفه”، اختبار التحضيرات عملياً، معرفة ما اذا كانت هناك مكامن نقص او خلل، تسلم اللقاحات، حفظها وإعدادها ولوائح المستفيدين منها، على أن يكون اليوم الثلاثاء مفتوحا على احتمالات الزيادة تدريجيا، بعد المعلومات التي تحدثت عن تأخر انضمام المستشفى التركي للحروق والجروح للعملية، بانتظار استكمال تجهيزاته ولا سيما منها فرز فريق طبي وتمريضي لهذه الغاية.
ويوم التلقيح، بدأ مع تسلم رئيس مجلس ادارة المستشفى الدكتور احمد الصمدي 300 جرعة من لقاح “فايزر” هي الدفعة الاولى من اللقاحات المعتمدة، وذلك بمواكبة عناصر من “أمن الدولة” وبحضور ممثلين عن وزارة الصحة والطاقم الطبي المكلف باعطاء اللقاح للذين وردت اسماؤهم عبر المنصة الخاصة، وكان اول المتلقين رئيس قسم التمريض في المستشفى الدكتور فرنسوا باسيل.
وأوضح الصمدي أنه “تم تحديد مواقيت إستقبال المواطنين في مركز المستشفى للتلقيح من الساعة 8 صباحا وحتى 4 عصراً وعلى مدى خمسة أيام من الاثنين حتى الجمعة”، مشيراً إلى أن “الطاقم الطبي والتمريضي المخصص للمركز يتألف من ثمانية ممرضين يتولون عملية التلقيح”.
واوضح انه “في المرحلة الأولى وبحسب أعداد اللقاحات التي سيتسلمها لبنان يمكننا تلقيح نحو 250 شخصاً، على أن نصل تباعا الى 400 لقاح في اليوم الواحد بحسب لوائح الاسماء المسجلة على المنصة الرسمية والمرسلة الينا من قبل وزارة الصحة”، مشيراً الى انه “تم تجهيز المركز المخصص لعملية التلقيح والكائن في الطابق الأرضي من المبنى القديم بـ 7 غرف: واحدة للتسجيل و3 للتطعيم، وغرفتان للمراقبة، واخرى خصصت للانعاش وإعطاء الخدمات الطبية اللازمة في حال طرأت اي مضاعفات على متلقي اللقاح”.
وأوضح رئيس اللجنة الوطنية لادارة ملف اللقاحات في لبنان الدكتور عبد الرحمن البزري “ان عملية التلقيح ستشمل في مرحلتها اللاحقة الاشخاص الذين يبلغون من العمر فوق الـ 75 سنة ويليهم الاقل عمراً تدريجياً، آملا ان ينضم عدد من المراكز الجدد الى جانب المراكز المعتمدة للتلقيح، وسنقوم بتلقيح المسنين في “دار السلام” في الشرحبيل خلال اسبوع”.
بينما قال المدير الطبي للمستشفى الدكتور احمد حجازي الذي تلقى اللقاح لـ “نداء الوطن”: “ادعو الجميع لأخذ اللقاح لانه خيارنا الاول والاخير، وهو السبيل الى الانتهاء من الوباء، وهذا اللقاح ليس فيه ضرر على أحد، وان شاء الله نستطيع تجاوز هذا الوباء لاننا مجتمع صغير واعدادنا قليلة قياساً الى الدول الاخرى، علينا ان لا نصعب الامور وكل ما هو مطلوب تلقي اللقاح”. ووصفت مسؤولة قسم التوليد نتالي فرنسيس بعد تلقيها اللقاح، انه جيد وآمن، للانسان والمجتمع وخاصة النساء الحوامل، انني اشجع النساء على أخذه واللواتي يفكرن بالحمل، لانه يحمي المرأة الحامل والجنين والوليد وكل المجتمع.
ورغم انطلاق عملية التلقيح، الا ان هواجس القلق بقيت تخيّم على المدينة ومنطقتها في اعقاب الارتفاع المستمر في اعداد المصابين والوفيات وفق ما اعلنت غرفة عمليات إدارة مخاطر الكوارث والأزمات في إتحاد بلديات صيدا- الزهراني في تقريرها الأسبوعي، اذ احصت 1283 حالة نشطة، توزعت على 476 إصابة جديدة و9 حالات وفاة و150 حالة دخول إستشفاء خلال الأسبوع المنصرم.
وأوضح مدير الغرفة المهندس مصطفى حجازي، أن الأرقام ما زالت تشهد إرتفاعآ ملحوظا من حيث عدد الإصابات وما زالت مدينة صيدا تسجل أعلى نسبة إصابات في الإتحاد، وقد سجلت وحدها 130 إصابة بالإضافة إلى 114 في مخيم عين الحلوة، الذي يشهد إرتفاعا غير مسبوق في الحالات، بالإضافة الى 49 في حارة صيدا و35 في عبرا.
@ المصدر/ محمد دهشة – نداء الوطن