لم يكمل ابن الـ27 عاما شهر عسله، فبعد 29 يوما من زفافه، رحل قاسم ولفظ انفاسه الاخيرة، تاركا حبيبته وحيدة.
الشاب قاسم المولى زفّ مرتين في اقلّ من شهر، مرّة إلى جانب حبيبة قلبه وعائلته، ومرة اخرى محمولا على الاكتاف.
يوم 4 آب المشؤوم كان اليوم الاخير للشاب الذي بذل نفسه لأهله وعائلته حيث توفي اثناء آدائه واجبه.
الظروف الاقتصادية الصعبة لم تدع قاسم يكمل علمه، بل عمل في النحاس والميكانيك، وصولا إلى مرفأ بيروت حيث عمل سائق شاحنة لإحدى الشركات. وهناك رحل!
وبحسب ما جاء في موقع بيروت 607، فإنّ والد الشاب نزل إلى بيروت بعد ان كان امضى 10 ايام في البقاع، لملاقاة ابنه. قضى يوم 3 آب بأكمله إلى جانب ابنه البكر، ولم يعرف انه الوداع، ويومها، لم يبعد قاسم ناظريه عن والده.
يوم الثلاثاء المشؤوم، شعر الوالد بحسب ما كشف للموقع بصدره ينقبض. عرف من اخته ان انفجارا كبيرا وقع في مرفأ بيروت، فاتجه إلى المكان وهو يسمع صوت قاسم ينادي “يا بيي”.
وصل الاب يوسف إلاّ ان المداخل كانت مغلقة، بدأ يفتش حينها في المستشفيات لايجاد ابنه حبيبه. بعد سبع ساعات، تسلّمت العائلة جثة شاب بشبه قاسم كثيرا لدرجة لا يمكن التمييز بينهما، ولكن تبيّن في وقت لاحق ان الشاب ليس قاسم، الامر الذي اعاد الامل لعائلته.
الامل لم يدم طويلا، إذ ان صديقًا مقرّبًا من العائلة استطاع الدخول إلى المرفأ والعثور على قاسم، جثة مسلّما الروح، بعد نزيف حاد.
هذه قصة جديدة من بين 219 قصة حزينة واكثر وقعت في ثوان، عند الساعة السادسة والسبع دقائق.