إرتفع في الجنوب سعر كيلو الصعتر البلدي الى 125 ألف ليرة، أي بزيادة 75 ألف ليرة عن موسم العام الماضي، نظرا لغلاء المعيشة وارتفاع أسعار السمسم والسماق اللتان تضافان اليه للحصول على نكهة مميزة تختلف عن الصعتر السوري أو الأردني وغيرهما.
والصعتر الجنوبي يباع في العاصمة بيروت وفي عدد من المناطق نظرا لجودته وطيب مذاقه في صناعة المناقيش، إلا أنه لا يدخل في الصناعة الدوائية لقلة كمياته التي تسوق محليا للاستهلاك، رغم أنه بات يباع في معارض للمونة البلدية، أو يصدر الى دول الخليج وأميركا وأفريقيا.
ودأبت جمعية “جهاد البناء” على تزويد المزارعين الجنوبيين بشتول الصعتر لزرعها على ضفاف الأنهر او قرب المنازل لتكون مصدر رزق لهم، بالإضافة الى مصادر أخرى كزراعة التبغ.
ويقطف المواطنون في منطقة النبطية الصعتر من البراري والاودية ومن بين الصخور في خراج بلداتهم، ثم يطحنوه ويضيفوا إليه السمسم والسماق ليباع محليا.
وعن زراعة الصعتر في الجنوب، قال مدير “جهاد البناء” في الجنوب المهندس قاسم حسن لـ”الوكالة الوطنية للاعلام”: “إن زراعة الصعتر من الزراعات الأساسية في جنوب لبنان ومن الزراعات التقليدية وتنسجم مع تربة المنطقة ومناخها. ومنذ سنوات عدة بدأنا العمل على تحديثها لزيادة دخل الاسرة ورفع مستواها الاقتصادي. ومنذ تحرير الجنوب العام 2000، باشرنا في ان تكون زراعة الصعتر مرادفة لزراعة التبغ وليست بديلا عنها، لأن تسويقها جيد ومناخها بيئي وتشكل أحد أهم مراعي النحل. ومنذ العام 2005 ننتج البذور من الصعتر ونوزعها شتولا للمزارعين بمعدل مليوني شتلة لكي نساهم في تطوير هذه الزراعة، التي تحتاج الى كميات قليلة من الري. وما زلنا مستمرين في توزيع الشتول مع شبكات الري وهو مشروع نعتبره استراتيجيا”.
ولفت الى أن “الوضع الاقتصادي الصعب يعزز هذه الزراعات البديلة”، قائلا: “الآن الأسواق جيدة ونصدر الصعتر الى دول الخليج واميركا وافريقيا. والكميات التي تصدر للخارج يبلغ سعر الكيلو منها 8 دولارات بينما سعره محليا 150 ألف ليرة، وهو ما يدر عائدا وأرباحا على المزارعين”.
أضاف: “الدونم ينتج في السنة الأولى 50 كيلوغراما وفي السنة الثالثة 250 كيلوغراما وهو انتاج مميز في هذه الظروف الاقتصادية. ونحن أقمنا ونقيم دورات تدريبية موسعة للمزارعين على زراعة الصعتر أو على العناية به او توزيع الشتول او توضيب وتسويق “الخلطات”، وقد شارك 3000 مزارع من النساء والرجال في هذه الدورات من كل قرى الجنوب، ولدينا خطة لنتوسع بتصنيعات أخرى. والصعتر اليابس نقطفه مرتين في السنة ونستطيع قصه أخضر في شهر شباط فتزيد إنتاجية الدونم الى 300 كيلو وهذا يدفعنا الى زيادة الجدوى الاقتصادية”.
وأشار الى أن “هناك استخدامات أخرى غير غذائية، فهناك مقطرات الصعتر ومنها زيت الصعتر وماء الصعتر”، وقال: “نتجه الى الصناعة الدوائية من خلال تصنيع الصعتر لاستخدامه في الدواء، ومادة “التيبور” الموجودة في هذه النبتة هي دواء لمرضى الرئتين والمعدة والجهاز التنفسي. وعنصر الصعتر وضعناه ضمن مخطط لإدخاله في الصناعة الدوائية في ظل أزمة الدواء في لبنان”.
أما مختار يحمر سمير قاسم فقال: “إن أهالي بلدتنا يقصدون المناطق المحيطة لقطاف الصعتر بعدما ارتفع ثمنه وأحيانا يوفقون بكميات من هذه النبتة، وأحيانا يكون الانتاج خفيفا، لأن النازحين السوريين والبدو يقلعونه من الجذور وهذا مضر جدا لهذه النبتة ويحد من إنتاجها، واليوم وبفضل جهاد البناء، لجأ العديد من المزارعين الى زراعة الصعتر الذي يزيد من دخل الاسر والعائلات الجنوبية، خصوصا أن هذه الزراعة لا تحتاج الى جهود مضاعفة”.
المصدر: علي داود – الوكالة الوطنية