أمام فوضى الأسعار، تبدو حركة الإقبال على شراء القرطاسية والتحضّر للعودة إلى المدرسة خجولة. إذ يفضّل الأهالي التريّث ريثما تتّضح صورة العام الدراسي الجديد، كما يقول عدد من أصحاب المكتبات ومحال القرطاسيّة الذين يتوقّعون أن يكتفي ذوو الطلاب بشراء القرطاسية بـ «الحبّة»، كلما احتاج التلميذ إليها، بدلاً من شرائها بالجملة على ما جرت العادة.
جولة على المكتبات التي لا تزال تُسعّر على أساس سعر صرف يوازي 10 آلاف ليرة للدولار، كفيلة بإظهار «القفزة» بالأسعار. إذ ارتفع سعر قلم الرصاص من 500 ليرة إلى ما بين 3 و5 آلاف، والممحاة من 500 ليرة إلى 6 آلاف، وقلم الحبر من 500 ليرة إلى 5 آلاف، و«علبة الهندسة» من 1500 ليرة إلى 18 ألفاً، وعلبة التلوين من 4 آلاف إلى 15 ألفاً. أما الدفاتر والأوراق والمفكّرات فـ«حدّث ولا حرج»، فما من دفتر بأقل من 20 ألف ليرة، وأسعار بعضها تتجاوز الـ 100 ألف، فيما سعر رزمة الأوراق البيضاء 70 ألف ليرة. «هذا كله ولم نشترِ بعد بضاعة جديدة، الله يستر من الأسعار بعد أسابيع»، يقول صاحب مكتبة، فيما تقول عاملة في مكتبة أخرى إن «الأسعار ليست حزّورة. كلّ ما يجب فعله هو ضرب السعر (بالدولار) بعشرين ألفاً».
«الأسعار الجديدة» بدأت تظهر في المتاجر الكبيرة، حيث يصل سعر الممحاة أو المبراة إلى 60 ألفاً، و«التيب إكس» إلى 125 ألفاً، و«علبة الهندسة» أكثر من 100 ألف، فيما يراوح سعر «المقلمة» و«علبة التلوين» بين 50 ألف ليرة و200 ألف. هذه «التسعيرة اللبنانية» التي يفرضها تعميم وزارة الاقتصاد «منعاً لاستغلال المستهلك اللبناني»، ليست ثابتة، وهي عرضة للارتفاع كلما ارتفع سعر صرف الدولار.
بعض المدارس التي كانت «تتكفّل» أو «تفرض» تأمين القرطاسية بنفسها قرّرت التخلّي عن هذه «المهمة»، لأنّ أيّ زيادة على سعر القرطاسية ستكون «خيالية على الأهل»، بحسب أمّ لطالبين في المرحلة الثانوية، «لذلك اتجهت المدرسة إلى تركنا نشتري ما يناسبنا». وإذا كانت مصاريف قرطاسية التلامذة الأكبر سنّاً «أشفى حالاً»، إلا أن قرطاسية تلامذة الروضات والمرحلة الابتدائية تشكّل عبئاً إضافيّاً على تكاليف العام الدراسي، لما تتضمّنه من كرتون وأقلام للتلوين وأدوات أخرى للأنشطة والأشغال اليدوية. ما دفع بعض الأهالي إلى «تأمّل الخير» في كلام وزير التربية السابق طارق المجذوب، بتأمين القرطاسية للمرحلتين الأولى والثانية مجّاناً للتعليم الرسمي، «على أمل أن تكون الأقوال أفعالاً».
يحمل صاحب أحد المحال الآلة الحاسبة ويقول: «إذا حسبنا الدولار الواحد بـ 14 ألف ليرة، وسعر الحقيبة 50 دولاراً، يعني 570 ألف ليرة». هذه عيّنة من أسعار الحقائب التي تجاوزت سقف المليون ليرة في بعض المحال، فيما كان الكثير من الأهالي يحصلون على حقيبة «بتقعد» سنتين، بمبلغ يتراوح بين 50 ألف ليرة و100 ألف. تقول إحدى الأمهات «صحيح أننا كنا نشتري الشنطة بستين ألفاً، لكن هذا لا يعني أنها كانت رخيصة، إذا قارنا سعرها بالدولار بالأسعار الحاليّة. قبل سنتين كنّا نتديّن لنشتري الحقائب، هذه السنة لا نعرفُ ماذا سنفعل».
المصدر| يارا سعد – الأخبار