ضحيتان دفعتا حياتهما فجر اليوم على أوتوستراد الجية في حادث سير مرّوع، أظهر مقطع فيديو تفاصيله، حيث اصطدمت السيارة التي يقودها حسين شلهوب بفاصل حديدي وُضع وسط الطريق قبل أن تندلع فيها النيران، ليفارق وشقيقة زوجته سناء الجندي الحياة على الفور، في حين تمكنت ابنته من مغادرة المركبة قبل اشتعالها.
ضحيتا لقمة العيش
خشية ابن بلدة طير فلسيه من إغلاق الطرق، دفعته كما قال ابن شقيقته أسامة لـ”النهار”، إلى قصد بيروت من بلدة أنصارية حيث يسكن عند الساعة الخامسة فجراً من أجل متابعة عمله الحر في توزيع البضائع، مصطحباً ابنته نور الهدى التي تعمل معلمة وسناء الموظفة، إلا أنهم لم يتمكنوا من الوصول بعد أن انتظرهم الموت على أوتوستراد الجيّة ليخطف خالي وشقيقة زوجته في غفلة”، وشرح: “حتى الآن لا يمكننا الجزم بأسباب وقوع الحادث، ولن نستبق التحقيق العسكري الذي يشير الى اصطدام شلهوب بعارض حديدي وضعه الجيش اللبناني، علق أسفل السيارة متسبباً بصدمة حرارية أدت الى اشتعال المركبة، في حين أن ابنته تؤكد أن جسماً غريباً رُشق على السيارة أدى الى فقدان والدها السيطرة عليها ووقوع الكارثة، ويبقى الأكيد أننا ضد إغلاق الطرق وقطع أرزاق المواطنين، فنحن أهل الجنوب نضطر إلى التوجه الى أعمالنا باكراً خوفاً من ذلك”.
مصاب كبير
رحل شلهوب في غفلة، تاركاً بناته الثلاث وزوجته وكل من عرفه في حالة صدمة، كذلك سناء ابنة بلدة أنصارية التي فجعت الجميع برحيلها المأسوي، وأشار أسامه الى أن “مصابنا كبير، خسارتنا مزدوجة لقريبين تركا كل أثر جميل قبل رحيلهما”. وكانت نور الهدى ظهرت في مقطع فيديو في حالة مأسوية تحدثت من خلاله عما حصل معهم، قائلة إن “جسماً غريباً أشبه بانفجار اصاب السيارة قبل ان تتدهور وتشتعل فيها النيران”، وبعدما تمكنت من النزول من المركبة عجز والدها وخالتها عن ذلك. وفي بيان استنكر آل الجندي مقتل سناء وحسين، مطالبين “السلطات المعنية بالتحقيق العاجل وأخذ التدابير المناسبة لحماية المواطنين في المناطق كافة ومحاسبة من يقطع الطرق أمام المواطنين”.
رواية المتظاهرين
من جانبه، أكد جمال ترو، أحد المتظاهرين الذين كانوا متواجدين على اوتوستراد الجيّة عند وقوع الحادث، أن “شهلوب كان يقود بسرعة عالية قبل ان يصطدم بالحاجز الحديدي الذي وضعه الجيش اللبناني للفصل بين المتظاهرين والسيارات التي تمر في المكان، وقد كنا نبتعد عنه مئات الامتار، اما الهدف من الحاجز الذي وضعه الجيش فهو تحويل السير تحت الجسر الى الطريق البحري الذي لم نقطعه يوماً، فليس هدفنا التضييق على المواطنين”، مؤكداً أنه “عند وقوع الكارثة سارعنا للكشف عما حصل، وإذ بنا نجد السيارة تشتعل، حاولنا إطفاءها بيدينا، بعض المتظاهرين قاموا بذلك والدموع تنهمر من عيونهم، في تلك الاثناء صودف مرور شاحنة في المكان، طلبنا من سائقها مطفأة من دون ان نتمكن من السيطرة على الحريق، لينهار عدد من الشباب بسبب المشهد المروع”، مطالباً من الجميع “عدم تناقل الاخبار الكاذبة ومحاولة زرع الفتنة، فنحن نعتبر الضحيتين أهلاً لنا، وما قطعنا للطريق الا للضغط على الدولة وليس على طائفة أو منطقة معينة”.
https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=10156497142151406&id=42764806405
النهار