لا شك أن اللبناني أصبح معتاداً على النهوض بعد كل سقطة، لينفض عن نفسه غبار الكوارث ويعود الى حياته، تلك الحياة التي أقنع نفسه أنها طبيعية ليتمكن من الاستمرار بالكفاح.
ولطالما صُنف بأنه قوي وشجاع، كطائر الفينيق ينهض من تحت الرماد وينبثق الى الحياة من جديد، لكن اسمح لي عزيزي الطائر، فهذه المرة مختلفة!
هذه المرة هناك فيروس طائر، يلف الكرة الأرضية بسرعة خيالية، فيروس يستطيع أن يطفئ الجمر تحت رمادك وينهي أيامك، ويخطف أفراد عائلتك… وصدقني هو لا يرحم!
هل تعلم أن الخوف أحياناً ضروري حتى تستوعب هول المصيبة؟ نحن لا نشاهد فيلماً يروي حكاية نهاية العالم بل نعيشه! استفق أرجوك!
وان كنت غير مهتم بصحتك أو حياتك فالمجتمع لا ذنب له! هل فكرت ولو لمرة واحدة ما هي نتائج جلوسك خلف هذا المقود والانطلاق في طريق رجوعك منه غير مضمون؟ هل فكرت بأبنائك وأهلك وأجدادك وجيرانك قبل هذه الرحلة الأنانية التي تقوم بها؟
صدقني أن جميعنا نعلم أن الوضع صعب، وأن بعض الشركات الخاصة تظلم موظفيها وتجبرهم قصراً على التواجد في مكاتبهم رغم الخطر، لكن لا أعتقد أن زحمة السير المعتادة التي تشهدها الطرقات تقتصر على هذه الفئة من الناس!
وما يدهشني أكثر، هو أن التوعية المنتشرة والتي تحتل الشاشات ومواقع التواصل كفيلة أن تقنع حائطاً بأن هذا الفيروس فتاك وقاتل، فما بالك أنت ولماذا لم تقتنع؟
صدمة حقيقية ستكون ان اكتشفنا أن كل هذه السيارات على الأوتوستراد تشمل حالات طارئة!
لكن لربما نحن شعب لا يقتنع بالكلام، ولا بد له من تطويق عسكري كذلك الذي يحصل في الأردن لنقتنع بالقوة أن لا قوة لنا على كورونا.
يا أيها الشعب العنيد، نعلم أن الحرائق لم تستطع أن ترعبكم ولا اقفال الطرقات حرمكم ارادة الحياة، ولا فياضانات الطرقات ولا اقفال المصارف ولا غلاء الدولار ولا القدرة المعيشية الصعبة وارتفاع الأسعار ولا الفقر والبطالة ولا الهواء الذي دمر المنازل واقتلع الأشجار!… لكن صدقوا أن هذا الفتاك الغدار قصة أخرى ووضع آخر! احذروا منه فالمواجهة لا تنفع!
“خليك بالبيت” لأن الندم لا ينفع… ووقع أنغام “لفي بينا يا دنيا” لن يحميك فاذا أصبت وفتك بعائلتك لا الدنيا ولا غيرها سيلف من جديد!
المصدر : ليلى عقيقي – VDLNEWS