النووي يدمر بيروت.. انه يوم القيامة!…

النووي يدمر بيروت.. انه يوم القيامة!…

- ‎فيالمحلية

هي شبه قنبلة نووية قلبت مشهد العاصمة بيروت رأسا على عقب، ومزقت جسد ″الاميرة″ التي تصدت لمؤامرات العدو الصهيوني وقاومته واخرجته مذموما مدحورا، لكنها سقطت اخيرا امام بعض اعداء الداخل من الذين ينصبون انفسهم حكاما زورا وبهتانا، فيما اهتماماتهم تنصب في كيفية تحقيق مكاسب شخصية ومصالح مالية ولو كان الثمن دماء شعب بكامله ودمار بلاد بطولها وعرضها.

هو يوم قيامة في لبنان، هو هيروشيما جديدة، وناكازاكي مستنسخة، او تشرنوبيل العام 2020، وهو ثاني اكبر انفجار في العالم بعد انفجار القنبلة الذرية في اليابان، وهي بيروتشيما تسميات تعاقب محللون ووسائل اعلام ومغردون وناشطون على اطلاقها يوم امس ، لكن الواقع كان اقسى وأمرّ، وكان “الشوف غير الحكي”.

الانفجار النووي الذي خرج من مرفأ بيروت دمر عاصمة عربية جديدة من دون حرب، ومن دون ان يتأكد اللبنانيون ما اذا كانوا تعرضوا لعدوان اسرائيلي، ام ان ما حدث هو اهمال من اعداء الداخل الذين دمروا البشر جوعا وفقرا وبطالة وغلاء وذلا وقهرا واستكملوا مخططهم بتدمير الحجر على رؤوس قاطنيه.

مفجع وصادم وقاتل، كان مشهد “الاميرة” بيروت وهي تتمزق من الاطراف الى عمق الجسد المحترق بنيران النووي القاتل الذي لن يستطيع احد ان يحصي خسائره قبل اسابيع على الاقل في المدينة التي دمرت منازلها ومؤسساتها وشركاتها وبات اكثرية اهلها في العراء.

رائحة الموت كانت تنتشر في كل مكان، ما ظهر من الجثث كان موزعا على الطرقات، وما خفي كان اعظم، شوارع مقفلة بالانقاض واصوات الاستغاثة تنطلق من العالقين تحتها، سيارات منقلبة وابنية مدمرة الواجهات ومحطمة من الداخل، وجوه واجساد تنزف دماء حتى بدا للوهلة الاولى ان كل سكان بيروت قد اصيبوا، طرقات غير صالحة للسير، عتمة الغبار تحجب الرؤية واصوات سيارات الاسعاف تصم الاذان، مستشفيات تقفل ابوابها في وجه الجرحى بعدما استقبلت اكثر من قدرتها على الاستيعاب بأضعاف، امهات ثكلى تفتش بين الجثث على ابنائها، عائلات مفجوعة تسأل عن لوائح من المفقودين وفوضى وغضب واشكالات وصراخ وانين لكن كل ذلك لم يجد اللبنانيون له تفسيرا حيث غابت الرؤية الواحدة لدى السلطة فتنوعت الروايات والتحليلات وغرق الجميع في تخبط المعلومات والمعلومات المضادة، في وقت لم يرتق فيه تعاطي الحكومة ورئيسها الذي شغل نفسه باعادة ترتيب الاعلام اللبنانية في السراي الحكومي الى مستوى الخطب الجلل والكارثة الوطنية.

كثيرة هي الاسئلة التي تجول في خواطر اللبنانيين ولا يجدون لها اجابات لجهة: ماذا حل ببيروت؟ وماذا حصل؟ ومن المسؤول؟ وما هو نوع هذا الانفجار الذي دمر منطقة بقطر عشرة كيلومترات، وهل هو عدوان اسرائيلي على مخزن متفجرات لحزب الله؟ ام هو مستودع لأطنان من نيترات الأمونيوم انفجر فأحدث كل هذا الدمار؟ وهل هذه الكميات معدة للتصدير الى افريقيا؟ وهل بات لبنان من الدول المصدرة للأمونيوم؟ ام انها كميات مصادرة من الباخرة الروسية منذ العام 2014؟ واذا كان الامر كذلك، لماذا تم السكوت عن وجودها؟ وكيف لهذا السلاح الخطير ان يكون بين عشرات آلاف البشر؟ وهل للحكومة علم بهذا الامر؟.

ثم بعد ذلك، هل هي صدفة ان يحصل هذا الانفجار قبل يومين من حكم المحكمة الدولية في قضية الرئيس الشهيد رفيق الحريري؟. وهل كان رسالة الى جهة ما؟.

كل هذه الاسئلة وغيرها كثير، تحتاج الى اجابات مقنعة، لكي يعلم اهالي بيروت لماذا دفعوا كل هذا الثمن الغالي من ارواحهم واجسادهم وممتلكاتهم، ولمصلحة من؟ في وقت يتطلع فيه اللبنانيون الى مسلسل من الاستقالات التي من المفترض ان يقدمها المعنيون كل المعنيين وبدون استثناء، بعدما اثبتت التجارب السياسية والاجتماعية والمالية والاقتصادية والامنية والعسكرية انهم غير جديرين بالحكم، وان التغيير والاصلاح في عهدهم تحول الى تعتير وافقار وموت مجاني بانفجارات نووية مجهولة المصدر والسبب!.