في وقت تغزو مواد غذائية بماركات غير مألوفة الأسواق في لبنان بأسعارها المتدنية، في ظل الارتفاع المتزايد لسعر صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانية من جهة، وانخفاض القدرة الشرائية للمواطن اللبناني من جهة ثانية.. يدور الحديث اليوم عن جودة الغذاء في لبنان ومدى رقابة وزارة الاقتصاد على المواد الغذائية.
عبر منشور على صفحتها على فايسبوك، رفعت الممرضة والأم زهراء جابر الصوت بعد إصابة طفلها “فضل” بحالة تسمم جراء تناوله منقوشة من احد الافران، بحسب منشورها، ووجهت نداء للاهالي: “ما عاد تشتروا شي لاولادكم من برا ولا شي”.
خلال حديث مع موقع بنت جبيل، روت الأم تفاصيل الساعات المرعبة التي عاشتها، وقالت انه تقريبًا عند الساعة الرابعة من عصر اول امس تناول طفلها منقوشة جبنة اشترتها له من احد الافران في الضاحية الجنوبية، وعند الساعة الثالثة فجراً بدأ الصغير بالتقيؤ، ومع مرور الوقت تدهورت حالته اكثر حيث انه كان يتقيأ كل ربع او نصف ساعة، فأخذته صباحا الى عمها وهو طبيب، حيث أعطاه ابرة لإيقاف الغثيان لكن دون جدوى.
هرعت الأم بنجلها إلى المستشفى حيث خضع لفحوصات الدم اللازمة ليتبين ان الالتهابات بجسمه عالية والبوتاسيوم منخفض جداً، بحسب ما صرحت لموقع بنت جبيل، لافتةً ان صغيرها خضع لفحص PCR للتأكد من انه غير مصاب بفيروس كورونا المستجد وبالفعل نتيجة الفحص كانت سلبية.
وتابعت، خلال حديثها لموقع بنت جبيل، انها اضطرت لترك ابنها بالمستشفى للذهاب لإجراء فحص الـrapid test لتتمكن من البقاء الى جانبه، لكن بعد نصف ساعة اتصلت بها شقيقتها، التي بقيت مع الصغير، وطلبت منها العودة بسرعة الى المستشفى لان حرارة “فضل” ارفعت من 36.5 الى 42.7 درجة ودقات قلبه بلغت 150.
واشارت زهراء ان الطبيب ابلغها ان ابنها يعاني من التهابات بالامعاء وانه التقط بكتيريا، وقالت: “الطبيب اكد لي ان حالة فضل 99% لها علاقة بالغذاء”، ولفتت ان الصغير خضع لفحص اخر “لنقتل الشك باليقين” بحسب تعبيرها، ونتيجته تظهر في اليوم التالي، مشيرة انه سيبقى بالمستشفى من 5 لـ7 ايام ولكن بحال تبين بنتيحة الفحص انه مصاب بالتهابات قوية فسيضطر عندها للبقاء في المستشفى لمدة عشرة ايام.
وتحدثت زهراء، لموقع بنت جبيل، عن العديد من الحالات التي صادفتها في المستشفى والتي تعاني من إسهال وتقيؤ والتهابات بالامعاء، مشيرة ايضاً انها: “تواصلت مع العديد من الاشخاص من مختلف المناطق الذين اصيبوا بحالة تسمم جراء تناولهم لمنقوشة جبنة”.
وتابعت:” تواصلت معي صديقتي التي اصيبت بحالات تسمم هي و6 اشخاص آخرين، ولما دقوا للفرن الذي اشتروا منه المناقيش عرفت انها هيدي الحالة رقم 13 يلي بتدق على نفس الفرن ومصابة بتسمم “.
“كلها منقوشة جبنة.. كانت حتخليني اخسر ابني”، كلمات من منشور زهراء فتحت من بعدها ابواب الحديث عن جودة الغذاء في لبنان، لتتحدث لموقع بنت جبيل عن فرضية ان يكون: “التاجر الاساسي يدخل الجبنة الى لبنان بسعر ارخص ليتبين انها “مضروبة” والتجار الاخرين عم يشتروها منه على اساس انها منيحة”، ومن الناحية الثانية، تحدثت عن طريقة حفظ الجبنة: “هل البرادات عم تكون شغالة بسبب أزمة الكهرباء؟”.
ختمت زهراء حديثها بكلمات مؤثرة لها وقع صعب:”انا ابني كنت خسرتو مبارح.. ولو ما انا ممرضة وراقبت حالتو، ابني كان مات بالبيت.. اي ولد ممكن يتعرض لهيك شي وتخسرو الام”، مشددةً :”لا غذاء ولا هواء منيح واذا مُرض ما في ادوية لتعالجي بالبيت واذا رُحت على المستشفى المعدات كلها ناقصة.. ما بقى في ارخص من حياتنا بهيدا البلد”.
https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=10165583714465615&id=516105614