أكدت مصادر فلسطينية لـ”النشرة”، أن الوضع الأمني في مخيم عين الحلوة، لا يزال هشاً وقابلاً للانفجار في أي وقت على خلفية الاشتباكات الأخيرة التي حصلت بين حركة فتح” والناشطين الإسلاميين (الشباب المسلم وجند الشام سابقا) في أعقاب جريمة اغتيال قائد قوات الأمن الوطني الفلسطيني في لبنان اللواء أبو أشرف العرموشي ومرافقيه (الأحد 30 تموز 2023).
حتى اليوم، لم تفلح كل الجهود السياسية واللقاءات بسحب فتيل التفجير وعودة الحياة إلى طبيعتها، فحركة “فتح” تؤكد أنها لن تتهاون في الاقتصاص في جريمة اغتيال العرموشي ومرافقيه، ولكنها تعطي الوقت الكافي للمساعي الجارية لتسليم الجناة طوعا إلى القضاء اللبناني وفق الاتفاق الذي جرى في اجتماع “هيئة العمل المشترك” في سفارة دولة فلسطين في بيروت (الثلاثاء 22 آب 2023)، بعد تسلمها تقرير “لجنة التحقيق” النهائي والذي ذكر ثمانية مشتبه بهم من لبنانيين وفلسطينيين.
اجتماع السفارة الذي خلص إلى اتفاق على حلقات من آليات المتابعة، تبدأ بتسليم المشتبه فيهم بجريمة اغتيال العرموشي وكلّ من تظهره التحقيقات بمرجعية الدولة إلى القضاء اللبناني، قرأته المصادر الفلسطينية بأنه تبدأ على مراحل سلمياً وخلال مدّة قصيرة لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة، ثم تتجه إلى الخيارات البديلة ومنها جلبهم بالقوة وفق ما أكد أمين سر حركة “فتح” في لبنان فتحي أبو العردات، دون ان يحدد طريقة لذلك إن كان بعملية عسكرية أو أمنية أو مواصلة الحصار والضغط.
وعلمت “النشرة”، أنه في هذه الأيام الفاصلة–المهلة، لم تهدأ التحركات لسحب فتيل التفجير خاصة على ضوء القناعة لدى الجميع بصعوبة موافقة الشباب المسلم وجند الشام سابقا على التسليم، فعقدت القوى الإسلامية اجتماعا طارئا فيما بينها، ثم آخر بمشاركة عدد من أعضاء “هيئة العلماء المسلمين” معهم، لم تُفضِ إلى نتيجة حاسمة وبقي باب التفاوض مفتوحاً.
بالمقابل، عقدت “فتح” لقاءً هاماً في صيدا جمع أعضاء قيادتي الساحة وإقليم لبنان، ودرست فيه كل الخيارات المتاحة دون حسم لأيّ منها… سوى التأكيد على ضرورة تسليم الجناة وفق اتفاق هيئة العمل المشترك الفلسطيني في لبنان والذي أقر وقف إطلاق النار وسحب المسلحين من الشوارع وتشكيل “لجنة تحقيق” وتسليم الجناة إلى العدالة اللبنانية.
بالتوازي، أبقت “فتح” على استنفارها العسكري دون أي تعديل بل رفعت من منسوبه تدشيماً وتدعيماً، وخاصة في منطقة البركسات والشارع الفوقاني تجاه منطقتي الطوارئ والتعمير من جهة، والصفصاف من جهة أخرى بما يشبه الحصار، بهدف ممارسة أقصى ضغط على المطلوبين أو الجهوزيّة لأيّ قرار من القيادة، ما جعل الوضع الأمني يراوح مكانه من التوتير وهي من المرّات النادرة التي تتعطل فيها الحياة والمؤسسات ومرافق “الأونروا” في جزء كبير من المخيم.
وتعطيل دورة الحياة ترجم باستمرار إقفال الطرقات في الجانب الشمالي للمخيم، عدم عودة كل العائلات النازحة، استمرار تواجد المسلحين في مدارس الأونروا”، إبقاء الدشم والشوادر (الحاجبة للرؤية)، وسط الإشاعات التي تملأ أرجاء المخيم وحاراته والتي تتحدث عن مخاوف من معركة قريبة، ناهيك عن مجموعات “الواتس آب” والتي كشفت عن مدى الاحتقان بين الطرفين وأنصارهما.
خلاصة المشهد الفلسطيني في المخيم يتلخص اليوم بالتساؤل بعد انتهاء تقرير “لجنة التحقيق” وتسمية 8 مشتبه بهم في جريمة اغتيال العرموشي من الناشطين الإسلاميين (الشباب المسلم وجند الشام سابقا) ورفضهم التسليم الطوعي وفق الإجماع الفلسطيني، فهل يشهد المخيم جولة جديدة من الاشتباكات؟ رغم قناعة البعض بأن الأجواء السياسية غير مؤاتية لبنانيا في ظل استفحال الخلافات السياسية والأزمة الاقتصادية والمعيشية ومع بدء التنقيب عن النفط جنوبا؟.
وقد عبرت الناطق باسم “الأونروا” في لبنان هدى السمرا عن استمرار القلق بأنه من غير المرجح أن تكون المدارس في المخيم متاحة لبدء العمل مع انطلاق الموسم الدراسي، الذي سيبدأ في الأسبوع الأول من تشرين الأول المقبل، بسبب الأضرار الكبيرة التي لحقت بها جراء الأحداث الأخيرة، فيما “الأونروا” تقوم حاليًا باتخاذ تدابير لاستضافة أكثر من 3,000 طفل في مدارسها في المناطق المجاورة للمخيم باعتماد نظام الدفعتين.
المصدر| النشرة