لم يكن حسن الحسين، المشتبه فيه بقتل النقيب جلال شريف والرتيب زياد العطّار، في كامل وعيه عند ارتكابه جريمته في فصيلة الأوزاعي، أول من أمس، على حدّ قول والدته التي شهدت الجريمة ثم انتحار ابنها أمام عينيها. قالت إن ابنها كان نزيلاً في مستشفى للأمراض العقلية. وذكرت، أثناء الاستماع إلى إفادتها، أنّها كانت بصدد إعادته إلى المستشفى في اليوم التالي. كذلك كشفت مصادر أمنية لـ«الأخبار»، بناءً على إفادة الوالدة وعنصر أمني مصاب، أنّ الخلاف اندلع بين الشقيقين حسن الحسين والموقوف حسين الحسين، على خلفية صراخ الثاني في وجه شقيقه الأصغر الذي اشتكت والدته بأنّه كان يضربها في المنزل، ما دفع بابنها الموقوف إلى إمساكه بياقة قميصه والصراخ بوجهه، مهدّداً إن أعاد الكرّة، فعاجله شقيقه الأصغر بلكمة على وجهه من خلال شبّاك المواجهة ليبدأ صراخ هستيري.
عندها تدخّل النقيب جلال شريف وعناصر المخفر للإمساك به وتهدئته، فهاجم الشقيق الضابط وتمسّك به من خاصرته. وبينما كان الضابط يُبعده بمساعدة أحد العناصر الأمنية الذي عمد إلى سحبه إلى الخلف على مرأى من الضابط الذي طلب من العناصر تحرير محضر اعتداء بحقّه، بدأ شقيقه حسين الموقوف بالصراخ مكرراً بأنّ أخاه مصاب بمرض طالباً عدم إيذائه، فالتفت إليه الضابط لتهدئته، مؤكداً بأنّهم لن يؤذوه ولن يحرروا محضر الضبط، من دون أن يتنبّه إلى أنّ حسن كان قد تمكّن من سحب المسدس من على خاصرته. وفي هذه الأثناء، كان حسن قد لقّم مسدس الضابط، ثم وجّهه نحوه وأصابه برقبته إصابة قاتلة. أطلق حسن النار بعدها نحو عنصر حاول أن يُمسك به فأصابه في رجله. أما العنصر الثالث، زياد العطّار، فسارع إلى جلب مسدسه وتمكّن من الوصول إليه، لكن حسن كان أسرع منه. وما إن حاول تلقيم مسدّسه، حتى عاجله بإطلاق النار عليه حيث أصابه في بطنه إصابة تسببت في وفاته لاحقاً جرّاء نزف الدم الشديد بعد نقله إلى المستشفى. ثم أطلق حسن، بحسب إفادتَي العنصر الأمني ووالدته، النار على نفسه.
أما عن كيفية فرار الموقوفين والتساؤل بشأن من فتح باب النظارة لهم، فقد بيّنت التحقيقات أنّ الموقوفين، بعد وقوع الجريمة في مبنى فصيلة الدرك في الأوزاعي، حطّموا النافذة الحديدية للنظارة، مستخدمين أحد الأسرة الحديدية الموجودة فيها، حيث فرّ ٢٥ موقوفاً، فيما بقي 7 موقوفين في النظارة. وكشفت المصادر الأمنية أنّ القوى الأمنية تمكنت من إعادة توقيف ١٥ فاراً، بينهم شقيق المشتبه فيه، حسين الحسين، الذي جرى نقله إلى نظارة بعبدا. وأشارت المعلومات إلى أنّ أحد مسؤولي حركة أمل في الأوزاعي أوقفه مع آخرين وسلّمه إلى استخبارات الجيش ليل أول من أمس.
تجدر الإشارة إلى أنّ والدة حسن، المشتبه في كونه نفّذ الجريمة قبل أن ينتحر، والموقوف حسين، تعيش في حالة بؤس شديد، وفي وضع اقتصادي مزرٍ، فضلاً عن أنّ ابنها الأكبر حسين قد أوقف جرّاء محاولته سرقة درّاجة نارية. وقد قرر القضاء العسكري تركها حرّة بعد الاستماع الى إفادتها.
الاخبار