في بيت الله قتلها، من دون أن يقيم أي اعتبار لقدسية المكان ولا لإزهاقه روح إنسان، حمل بندقيته وغدرها بإطلاق النار عليها في ظهرها، لتسقط أرضاً مضرجة بدمائها، قبل أن تلفظ أنفاسها داخل الكنيسة التي واظبت على زيارتها وحضور القداس فيها… هي آليدا وهبه ابنة بلدة حميص-زغرتا التي دفعت حياتها على يد مارون ي. لا لذنب ارتكبته إلا لأنها كانت مخلصة لعملها وحريصة على مال وقف الكنيسة.
أمس، توجهت آليدا، الأمّ لشاب وفتاة، إلى الكنيسة، من دون أن تتوقع لوهلة أن حاقداً اتخذ قراره بإنهاء حياتها، حمل بندقية الصيد وسار بخطى ثابتة لارتكاب جريمته، وبحسب ما قاله صديق العائلة مختار مزيارة مرسال الخوري أنه “عند الساعة الثامنة صباحاً حلّت الكارثة على مذبح كنيسة مار الياس في بلدة حميص، حيث قام المجرم، وهو من البلدة ذاتها، بإطلاق النار على آليدا فأصابها في ظهرها، سقطت أرضاً، حاول طبيب إنعاشها إلى حين وصول الإسعاف، لكن للأسف أطبقت عينيها للأبد قبل أن يتم نقلها إلى المستشفى”.
الخلاف بين آليدا، العضو في وقف كنيسة مار الياس، والمجرم، يعود، كما قال المختار، إلى “رفع الضحية دعوى على القاتل لعدم دفعه بدل إيجار الشقة التي يسكنها والعائدة ملكيتها إلى الوقف، وعندما ربح الوقف الدعوى جنّ جنونه فأرداها قتيلة من أجل حفنة من الليرات”، وأضاف: “ألقت القوى الأمنية القبض على مطلق النار، المجرم الذي حرم عائلة من حنان الأم، عائلة أرادت تمضية أوقات سعيدة بعد قدوم الأب المغترب في أفريقيا إلى الوطن منذ حوالي الأسبوعين”، لافتاً إلى أن المجرم مارون والد لأربعة أبناء، أعمى الحقد قلبه، فارتكب جريمته المروّعة. في حين أكد مصدر في قوى الأمن الداخلي أن الخلاف بين آليدا ومارون سببه خلافٌ على بدل إيجار المنزل العائد للوقف”.
أصدقاء آليدا عبرّوا عن حزنهم العميق لفقدانها بمنشورات في صفحاتهم على موقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك”؛ منهم من كتب “تركتي هالدني بعد ما صليتي وتناولتي… كيف بدنا ننساكي وإنتي بنت البيت… كلشي بذكِّرنا فيكي… تعوّدنا نصلي مع بعضنا كلنا… إن شاء الله بتصليلنا من السما” و” آليدا الغاليه… ان شاء الله تكون نفسك مع العدرا لعم بترتليلها… كنتي رمز للمحبة”، كما غرّد رئيس حركة “الاستقلال” النائب ميشال معوض عن الجريمة التي راحت ضحيتها آليدا عبر “تويتر” بالقول: “أدين بأشد العبارات الجريمة البشعة التي وقعت صباح الأحد على مذبح كنيسة مار الياس في بلدة حميص والتي أودت بحياة السيدة آليدا وهبه. وأتقدم بأحر التعازي القلبية من عائلتها وعموم أهالي حميص ومزيارة”. وأضاف: “كما أطالب القضاء بإنزال أشد العقوبات بالجاني الذي لم يردعه وجوده في بيت الله عن ارتكاب جريمة مروعة”.
يُذكر أنّ قاضي التحقيق الأول في الشمال سمرندا نصار تتابع التحقيقات لكشف ملابسات الجريمة التي وقعت أمس الأحد داخل كنيسة مار الياس في محلة حميص – مزيارة في قضاء زغرتا أثناء رتبة القداس الآلهي وأدت الى مقتل إيليديا.و على يد أبن بلدتها مارون.ي.
إشارة الى أن المتهم، وهو في منتصف العقد السادس من العمر، يعاني من وضع صحي دقيق منذ فترة طويلة، ما استدعى وضعه تحت الحراسة المشددة في أحد المستشفيات بانتظار تحسن وضعه الصحي لإستكمال التحقيقات معه، وذلك ضمن إطار المهلة القانونية التي تحدد اجراء ختم التحقيق بثمانية أيام من تاريخ وقوع الجناية.
النهار