إستقبل رئيس حكومة تصريف الأعمال الدكتور حسان دياب وفدًا من أهالي شهداء المرفأ بحضور مستشاري رئيس الحكومة خضر طالب وحسين قعفراني.
بداية، قال الرئيس: “أنتم أصحاب الجروح العميقة الذين خسروا أحباءهم، وكل تعاطف الدنيا لا يوازي خسارتكم ولا يعيد لكم أحباءكم.
غضبكم مفهوم ومشروع، لأن الذي حصل هو أحد نتائج الفساد في البلد. وأنا قلت سابقًا أن العنبر رقم 12 هو أحد عنابر الفساد المزمن التي انفجرت في البلد، وأن عنابر الفساد منتشرة في كل البلد، وهذا ما تبيّن لاحقًا.
قضية شهداء المرفأ هي قضية وطن وليست قضية شخصية تخصكم وحدكم. ولذلك، الدولة، بكل مؤسساتها، والقوى السياسية، بكل تلاوينها، معنية بهذه القضية، سواء بتداعياتها، أو بحيثياتها.
هناك محاولات حصلت لتضييع القضية عبر التركيز على هوامشها وليس على أساسها. القضية الأساس هي في الإجابة على أسئلة تحتاج إلى أجوبة: كيف دخلت هذه المواد إلى لبنان؟ ومن سمح بإدخالها، علمًا أن دخولها كان يحتاج إلى قرار من مجلس الوزراء؟ وما هو هدف دخولها؟ ولماذا بقيت 7 سنوات؟ ومن استفاد منها؟ وكيف حصل الإنفجار؟ هل هو بفعل فاعل؟ أم بسبب خطأ تقني؟ هل انفجار بهذا الحجم عفوي أو مفتعل؟ ولماذا لم يشكّل وجود هذه المواد أي خطر على مدى 7 سنوات؟
كل هذه الأسئلة تحتاج إلى أجوبة حتى نعرف الحقيقة.
أنا أقول، بكل شفافية، أن الفساد المستشري والذي يتحكّم بالدولة، هو المسؤول الأول عن انفجار المرفأ. لكن طبعًا يجب أن نعرف الحقيقة الكاملة عن هذا الانفجار.
لن يرتاح الشهداء في عليائهم، إلا بكشف الحقيقة. ومن حق الجرحى، والذين تضررت منازلهم ومؤسساتهم وأملاكهم، أن يعرفوا هذه الحقيقة.
سيبقى يوم 4 آب محطة أليمة في تاريخ لبنان. سيكون هذا التاريخ محفورًا بذاكرتنا، وبمستقبل لبنان. لذلك، أنا وقّعت على مشروع مرسوم يقضي باعتبار ٤ آب هو يوم حداد وطني، حتى يتذكر اللبنانيون حجم الألم الذي أصابكم وأصاب البلد.
أعرف أن هذا لا بينصف شهداءنا ولا جرحانا ولا المتضررين، لكنّه وقفة وجدانية حتى نستذكر أن الفساد انفجر في مرفأ بيروت، وحتى نعمل كلنا على اقتلاع الفساد من يومياتنا.
أنا أعترف أن الفساد هزمني لأنني كنت وحدي تقريبًا في هذه المواجهة، لذلك نحن بحاجة لنتكاتف كلنا حتى ننتصر عليه.
رحم الله شهداءنا الذين اغتالهم الفساد في انفجار مرفأ بيروت.
الله يحميكم، ويحمي لبنان.”