سامر شنق نفسه رفضاً للجوع… وصيدا تنتفض

سامر شنق نفسه رفضاً للجوع… وصيدا تنتفض

- ‎فيأخبار صيداوية

سلّطت حالتا الإنتحار في صيدا وبيروت، الأضواء على مدى استفحال الأزمة الإقتصادية والمعيشية الخانقة في لبنان، والتي بلغت بتداعياتها السلبية مداها: موتاً بالشنق او بالرصاص، وتحوّلتا قضية رأي عام لبنانية، تفاعل معها المواطنون حُزناً وغضباً، بعدما ضاقوا ذرعاً بوعود المسؤولين وأقوالهم من دون أفعال، ما يُجبر بعضهم على اتّخاذ قرارت مرّة أمام خيارات أشدّ مرارة، نتيجة اليأس والإحباط وانسداد سبل العيش الكريم، من دون أن تلوح في الأفق بوادر حلول تجعل المواطنين يطمئنون الى مصيرهم ومستقبلهم، فارتفعت الأصوات الشاجبة.

الصيداوي سامر مصطفى حبلي (35 عاماً)، ضحية جديدة للفقر المُدقع والعوز والمرض، وضع حدّاً لحياته ليُنهي معاناته اليومية مع البحث المُضني عن لقمة عيش كريم، بعيداً من ذلّ السؤال، بعدما ضاقت به السبل وأثقل كاهله مرض زوجته، فتراكمت الديون نتيجة تردّي الأوضاع الإقتصادية والمعيشية، حيث أقفل الكثير من المؤسسات والمحال، ووجد كثيرون من المياومين أنفسهم بلا عمل فجأة، ويرزحون بين مطرقة البطالة وسندان الغلاء.

ويؤكّد شقيقه محمد حبلي لـ”نداء لوطن” أنّ العائلة حزينة جداً، ليس لأنّها فقدت ابنها وذاقت لوعة موته فقط، وإنّما لأنّ حالة الإنتحار هذه قد تتكرّر في أي عائلة وفي أي وقت ممكن، “فسامر واحد من آلاف اللبنانيين الذين يئنّون تحت وطأة الأزمة الإقتصادية والذين اصبحوا، إمّا عاطلين عن العمل، أو أن عملهم لا يكفي قوت يومهم، في ظلّ الإنهيار المالي والغلاء وارتفاع الأسعار فتراكمت الديون، وضاقت خياراتهم مع أوضاعهم الصعبة”، موضحاً أنّ “سامر متزوّج من منطقة البقاع ولديه إبنة وحيدة “مروة”، وكان يستأجر منزلاً في جدرا لأنّه أرخص من المدينة، وقد عمل بالألمنيوم فترة من الزمن، قبل أن يُصبح سائق فان”، مُشدّداً على “أنّ الضائقة تُفقد الإنسان أعصابه خصوصاً في ظلّ ضغوط الحياة، ارتفعت أسعار كلّ شيء وبقيت أجرة الفان كما هي، فلم يعد يكفي نفسه”.

المصدر/ محمد دهشة – نداء الوطن