كتبت ليلى عقيقي في vdl news : وما أدراكم اذا ما كانت الشمس ستشرق مجددا عليكم؟ كيف تتأكدون؟ حتى نفس الغد لم يعد مضموناً في بلد حالته الاقتصادية والمادية تحوّلت الى مرض خبيث يحكم بقبضته على شرايين الناس ليخطفهم واحداً تلو الآخر.
هذه الأفكار ليست نفساَ تشاؤمياً ولا ذبذبات سلبية، بل هي واقع نعيشه جميعنا، انظروا من حولكم! كم من رب عائلة رحل بجرحة بالقلب أو بجلطة دماغية بسبب حال التوتر والعصبية الزائدة لأنه أصبح عاطلاً عن العمل أو لأن وضعه المادي ضاق وأصبحت اعالة عائلته همه الأول والأخير.
“كثر الكلام بأن جميل يأخذ المقويات خلال ممارسته الرياضة ولذلك توفي في النادي الرياضي اثر جلطة دماغية، لكن هذه ليست الحقيقة أبدا!”، وفق ما أكدت مصادر VDLnews المقربة من العائلة.
وبحسب هذه المصادر، فإن “همّ جميل الأول والأخير عائلته، هو الشاب “الآدمي” المعطاء الذي احتل قلب كل من عرفه، هو صاحب متجر للملابس في الجديدة، يضع كل تعبه وجهده في سبيل عائلته، وهو بالتأكيد في الوضع الاقتصادي الراهن لم يكن ليشتري المقويات البدنية والمكملات الغذائية، خصوصاً وأنه يمارس الرياضة منذ 15 عاماً”.
وتابعت المصادر حديثها لموقعنا بالقول: “جميل والد لطفلين جاين (6 سنوات) وجون (سنتان)، كان يمارس الرياضة في النادي صباح السبت الفائت، وكان يشعر بألم حاد بالرأس، صديقه الذي كان معه أعطاه حبة مسكن وأطعمه موزة، لكن بعد ذلك تماماً سقط جميل أرضاً، أصيب بجلطة دماغية”.
وأضافت المصادر: “نقل جميل الى المستشفى وكان شبه متوفٍ أو حتى يمكننا القول أنه كان قد فارق الحياة، وُضع تحت رحمة الآلات الطبية التي أطالت أيامه الى حين وصول شقيقته من كندا، والطبيب في المستشفى عرض على الزوجة والشقيقة فصل الشاب عن الآلات والتبرع بأعضائه، وتم اتخاذ القرار اليوم بفصله عن الآلات على أن تتم مراسم الدفن غداً في كنيسة الصليب الأقدس للأرمن الكاثوليك – الزلقا”.
وبأسى شديد، أكدت المصادر أن “سبب رحيل جميل هو التوتر الشديد والهم، كان متوتراً جداً في الآونة الأخيرة، ويبدو أنه لم يحتمل هذه الكمية من الضغط لا سيما في ظل الأزمة فاستسلم ورحل تاركاً عائلته الغالية، وكأنه كان ضحية الظروف”.
جميل المحبوب من الجميع أسلم الروح من دون سابق انذار أو قرار منه، وهو ليس الوحيد الذي رحل في الفترة الأخيرة بهذه الطريقة المؤلمة!
ولكن هل من مسؤول يسمع صرخة والد يحتاج العناية بعائلته لكنهم حرموه حتى من هذا الحق؟!
كالطيور المحلقة في الأفق، يرحل الآباء في لبنان، الى أحضان والد سماوي ليجدوا في حضنه الراحة الدائمة!
Vdlnews