صيدا تحت الظلام: نفاد المازوت من المولّدات يُشعِل الشوارع غضباً

صيدا تحت الظلام: نفاد المازوت من المولّدات يُشعِل الشوارع غضباً

- ‎فيأخبار صيداوية

خيّم الظلام على مدينة صيدا التي بدت تحت قبضة العتمة بعدما تفاقمت أزمة فقدان المازوت ونفدت خزانات المولدات الخاصة التي اضطر اصحابها الى اطفائها حتى اشعار آخر.. او اعتماد برنامج تقنين قاس تشابهاً مع مؤسسة كهرباء لبنان، فاشتعل الشارع الصيداوي غضباً باقفال الطرقات، مدعوماً بمواقف سياسية تدعو الى توزيع عادل للمادة من جهة، والى ضرورة عقد لقاء جامع في بلدية صيدا على قاعدة انه من حق الصيداوي ان يتم الوقوف الى جانبه ومعالجة ازماته في خضم الازمة المعيشية.
وأكدت مصادر مطلعة لـ”نداء الوطن” ان مصفاة الزهراني لم تسلم اي كمية من المازوت بعد نفاد مخزونها بشكل كامل، مشيرة الى ان باخرة محملة بالمادة بدأت بافراغ حمولتها بعد فتح اعتمادها المالي، واعتبرت ان الازمة تفاقمت جراء ايلاء قضية تأمين البنزين الاولوية في الايام الماضية، بعد طوابير الانتظار لساعات امام محطات الوقود من جهة، وازدياد ساعات التقنين والاستعاضة عن كهرباء الدولة بمولدات الاشتراكات الخاصة من جهة اخرى، متوقعة ان تبلغ الازمة ذروتها اليوم قبل ان تشق طريقها للمعالجة، سيما وان انفجاراً اجتماعياً بدأ يلوح في الافق وترجم باقفال الطرقات بالاطارات المشتعلة وحاويات النفايات، بعد تضرّر اصحاب المصالح والمهن الحرة والمحال التجارية في مختلف ارجاء المدينة. ودفع تفاقم الازمة والغضب الشعبي بالقوى السياسية الى التحرك على اكثر من مستوى، وكثّفت النائبة بهية الحريري اتصالاتها لتأمين مادتي البنزين والمازوت الى المدينة اسوة بباقي المناطق، بينما شارك النائب أسامة سعد المحتجّين تحركاتهم، مؤكداً أن الانقطاع الكامل للتيار الكهربائي ولأيام متتالية يُعدّ جريمة بحق الناس، متسائلاً عن السرّ وراء فقدان المازوت والبنزين في المحطات، في حين أن هاتين المادتين متوافرتان في السوق السوداء، داعياً إلى آلية شفافة وعادلة لتوزيع المحروقات وإلى مراقبة التوزيع.

ودعا المسؤول السياسي لـ”الجماعة الاسلامية” في الجنوب الدكتور بسام حمود كل المرجعيات والفاعليات الصيداوية الى عقد لقاء جامع سريعاً في بلدية صيدا، لبحث وتدارك الاوضاع التي تزداد صعوبة يوماً بعد يوم”، قائلاً: “من حق المواطن الصيداوي اليوم ان يرانا جميعاً نقف الى جانبه ونتوحّد على خدمته ومساعدته وحل مشاكله، وهذا يتطلب عملاً جماعياً موحداً بعيداً من كل الحسابات السياسية والحزبية”. واوضح رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي لـ”نداء الوطن” ان نائبي المدينة الحريري وسعد يتابعان على مدار الساعة معالجة أزمتي البنزين والمازوت، مؤكداً ان ابواب بلدية صيدا مفتوحة امام الجميع لعقد اي لقاء جامع، ولكن ليس هناك خطوات محددة في هذا الاتجاه، بينما استنفر رئيس جمعية تجار صيدا وضواحيها علي الشريف لمواكبة التداعيات، محذّراً من تفاقم الازمة ومن فوضى مجتمعية قد تؤدّي الى فلتان أمني، بعدما تلقّى مواطنون في احياء في محيط وسط المدينة ومكسر العبد والقياعة والهمشري وعبرا رسائل نصية عبر “الواتساب” من اصحاب مولدات تغذي هذه الأحياء، يبلغونهم فيها اضطرارهم للتوقف عن التغذية بسبب عدم توافر المازوت لتشغيل المولدات، فيما دعا آخرون مشتركيهم الى تحضير انفسهم وبيوتهم لتقنين قاس بكهرباء المولدات.اعتراض صهاريج

ميدانياً، تواصل الغضب الشعبي في الشارع الصيداوي وتميّز باعتراض بعض الصهاريج المحملة بمادة المازوت وهي تمر عبر شوارع المدينة، حيث قام المحتجون قرب مستديرة الحاج بهاء الدين الحريري بتوقيف صهريج محمّل بمادة المازوت متوجهاً من الجية الى الجنوب، فأوقف الجيش اللبناني ثلاثة منهم، فيما اقفل عدد من اصحاب المصالح والمحال التجارية والمطاعم الطريق الرئيسي قرب الجامعة اللبنانية خلف سراي صيدا الحكومي بالاطارات المشتعلة وحاويات النفايات واغصان الاشجار. وقال صاحب محل تجاري مصطفى الرواس لـ”نداء الوطن”: “إن مصالحنا تضرّرت بشكل كبير وهي اصلاً في حالة ركود منذ بدء الازمة الاقتصادية وبالكاد نؤمّن قوت اليوم، وعلى ابواب عيد الاضحى المبارك، فهل هذه عيدية المسؤولين للشعب في ضائقته المعيشية؟ تباً لسلطة حاكمة تريد اذلال الناس أكثر بحثاً عن مصالحها الخاصة من دون أخذ اوجاعهم بعين الاعتبار”.

وقالت آمال وهبي: “والدتي تعاني من ضيق تنفّس وربو وهي تحتاج الى الاوكسجين الدائم، وانقطاع التيار الكهربائي والمولد الخاص يعرّضان حياتها للخطر، فهل من يسمع ويجيب”؟

المصدر| محمد دهشة – نداء