اصابة مباشرة
على سرير مسشفى “أوتيل ديو” يرقد عبد الرحمن، وضعه الصحي مستقر لكن وضع عينه كما قالت والدته لـ”النهار” لا يطمئن حيث أطلعها الطبيب أن الشبكة ممزقة بشكل كامل كذلك القرنية متضررة وأنّ امكانية معاودة البصر لها لا تتجاوز العشرة بالمئة”، لا بل كما شرحت “حتى امكانية أن يحتفظ بعينه من دون بصر قد لا تتحقق”. وأضافت “ماذا ارتكب ابني كي يخسر عينه؟ هل لأنه يطالب بحقه وحق جميع اللبنانيين؟! مع العلم انه عندما اندلعت المواجهات همّ واصدقاؤه الى مغادرة المكان، لكن غدره أحد عناصر القوى الامنية وأطلق عليه رصاصة مطاطية عن قرب أصابته مباشرة في عينه ليسقط جريحاً”.
وعد بمتابعة المشوار
لم ينزل عبد الرحمن الى الأرض من فراغ، بل من معاناة في وطن يجبر فيه ابناؤه على العمل من أجل تأمين قسط المدرسة، فهو طالب في المدرسة الفندقية، كان يعمل في الليل في أحد المطاعم كي يستطيع اكمال دراسته، وبسبب الوضع الاقتصادي تم ايقافه عن العمل، ليجد في الثورة باباً للتعبير عن معاناته. وبعد الذي حصل توجهت والدته الى جميع المسؤولين في الدولة بالقول “ولو كان لديكم ذرة كرامة لتقدمتم باستقالتكم”. وعن وضع عبد الرحمن النفسي، أجابت “هو قوي، وقد تحدثت واياه عن وضعه الجديد، بأنه من ارداة الله، ونحن اناس مؤمنون، ويجب أن نصبر”، في حين قال عبد الرحمن لـ”النهار”: “على الرغم من كل الذي حصل لم تزدني إصابتي الا عزيمة واصراراً على متابعة المشوار مع الثوار، وسأبقى أرفع صوتي مطالباً بحقي، فأنا أريد أن أبقى في وطني لا ان أجبر على مغادرته بحثًا عن عيش كريم”.