جمعتهما الحياة في بلدة واحدة. منذ الصغر التقيا. أمضيا معظم أوقاتهما معاً. وعندما غافلهما الموت، أبيا إلا أن يرحلا معاً… هما علي دبوس وعلي ابرهيم ابنا عدلون اللذان كتب عليهما في الأمس أن يسجّلا اسميهما بالدم في قائمة الموت على طرق لبنان.
لحظات الكارثة
“على دراجة نارية كان دبوس وابرهيم، حين فوجئا بسيارة من نوع رانج اصطدمت بهما ليقعا أرضاً غارقين بدمائهما”، وفق ما قال مختار عدلون علي غزالة لـ”النهار”، شارحاً: “عند حوالي الساعة التاسعة والنصف من مساء أمس وقعت الكارثة عند مفرق الصلّوب. كان الشابان يريدان الدخول إلى البلدة حين صدمتهما سيارة، فارقا الحياة على الفور، نقل ابرهيم إلى مستشفى علاء الدين، في حين نقل دبوس إلى مستشفى الفقيه، أما سائق السيارة فسلّم نفسه إلى القوى الأمنية التي فتحت تحقيقاً بالحادث”. وأضاف: “إلى الآن لا نعلم ما حدث بالتحديد، وما إن كان السائق يقود عكس السير أم أن السيارة اتخذت هذه الوضعية نتيجة الحادث”.
خسارة مزدوجة
“منذ الصغر لم يفترق دبوس عن صديقه ابرهيم، يمضيان الوقت سوية، ينهيان عملهما؛ واحد كعامل في الزراعة والآخر في الأدوات الصحية، قبل أن يكملا اليوم مع بعضهما، وكأنهما توأمان”، قال المختار مضيفاً: “حتى الموت لم يستطع أن يفرّقهما، فضّلا أن يرحلا سوية على أن يبقى أحدهما من دون الآخر”. ولفت إلى أن” كل الكلمات لا يمكنها التعبير عن هول الخسارة، فقد كانا من خيرة الشباب، قمة في الأخلاق، لم يفتعلا يوماً مشكلاً، كانا مثالاً يُحتذى به بالعصامية والهدوء والمسارعة بمد يد المساعدة لكل محتاج”.
أصدقاء الراحلين عبّروا عن حزنهم على فراقهما بكلمات مؤثرة في صفحاتهم على موقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك”، داعين الله أن يتغمدهما برحمته، وأن يُلهم أهلهما ومعارفهما الصبر والسلوان على خسارتهما.
وفي مأتم مهيب، شيّعت عدلون فقيدها علي دبوس، حيث انطلق موكب التشييع من أمام منزله إلى حسينية البلدة، فأُقيمت الصلاة على جثمانه قبل أن يوارى في الثرى، وستزف عدلون كذلك ابنها ابرهيم، ليرقدا سوية بعدما تركا أجمل ذكرى عن صداقة شابين عجز الموت عن أن يضع حداً لها.
النهار