الساعة الثالثة بعد الظهر، وصل “أحمد” الى منزل “هلا” في محلّة الأشرفية. ما إن قرع الباب، حتى فتحت له مرتدية لباس “سانتا كلوز” المثير . الى جانب “سانتا الأنثى” على الأريكة جلس “أحمد” يطلب منها ستين ألف ليرة. لم تقبل صاحبة الثوب الأحمر منح “أحمد” هذا المبلغ كهدية ولا حتى على سبيل الدين. إحتدم الخلاف بين الطرفين خاصة أنّ “سانتا” وهي فتاة هوى، اعتادت أن تقدّم خدمات جنسيّة فقط مقابل إعطائها المال لا منحه للزبون. وفي دقائق معدودة تحوّل المكان المخصّص لممارسة الجنس الى حلبة مصارعة، وانتهت المعركة بمقتل فتاة الهوى وفرار الزبون الذي نظّف خزانتها من “غلّة حرزانة”.
كيف اكتشف الحادث؟
في 4 شباط الماضي، ورد إتصال من “ر.و” زوج “ف.س” (سورية) الى فصيلة الأشرفية يفيد عن احتمال وفاة زوجته في شقتها في الأشرفية. إنتقلت على الفور دورية الى المكان، خلعت باب الشقة بوجود المختار، حيث وجدت “ف.س” جثة هامدة ممددة على الأرض ومضرجة بالدماء. تقرير الطبيب الشرعي يفيد أنّ المجني عليها تعرّضت لعدة طعنات في القفص الصدري وأنحاء مختلفة من الجسم. التحقيقات تشير إلى أنّ الضحية لديها ثلاثة خطوط هاتفية واحد سوري واثنان لبنانيان. الجيران أكدوا سماعهم صوت صراخ وعراك ما بين الساعة الثالثة والربع والساعة الثالثة والثلث بعد الظهر، ومن خلال تحليل كاميرات المراقبة تبين أنّ مجهولا صعد في ذاك الوقت الى بيت المغدورة في الطابق الخامس ونزل منه على الدرج وبيده كيس أبيض اللون لم يكن معه حين صعوده. تمّت مراقبة حركة سير المشتبه به وتمّ تحديد هويته ، إنّه “أحمد.ج” (مواليد 1996) الذي قامت قوة من شعبة المعلومات بتوقيفه فأقرّ بتفاصيل الجريمة.
تعرّف “أحمد” على المجني عليها المعروفة باسم “هلا” عبر تطبيق “SAY HI”، وعلم أنها تعمل في مجال الدعارة، فصار يواعدها على اللقاء في منزلها لممارسة الجنس مقابل المال. وفي أحد المرات شاهدها تُخبّئ المال الذي تتقاضاه منه ومن الزبائن في كيس أبيض اللون في خزانة غرفة النوم، فعقد العزم على التخلّص منها من أجل سرقة مالها كونه كان يمرّ بضائقة ماليّة.
يوم الحادث، حضر الجاني الى منزل “هلا” بناء على موعد مسبق. فتحت له الباب وهي ترتدي قميص نوم على شكل لباس “سانتا كلوز”، فجلسا على الكنبة وطلبت منه المال قبل ممارسة الجنس، فأبلغها أنّه لا يحوز سوى ألفي ليرة وأنه لم يحضر لممارسة الجنس بل لاستدانة ستين ألف ليرة،. استشاطت فتاة الهوى غيظاً ناعتة إياه بألفاظ نابية، عندها قام بلف يده على رقبتها وشدّها واخذ يضربها بيده اليسرى بلكمات على رأسها محاولاً إفقادها الوعي، فراحت تصرخ وأمسكته من خصيتيه وضغطت عليهما بشدة فتركها، حينها وقفت أمامه تحاول لكمه وعندما شعر بإمكانية تغلّبها عليه أخرج سكينا من جاكيتته وراح يطعنها في بطنها وخصرها وصدرها ثمّ لف يديه حول رقبتها بشدة الى أن خارقت قواها وفارقت الحياة.
أسرع الجاني الى خزانة المجني عليها واستولى على كيس المال الذي ادخرته، فضلا عن جهازي هاتف خلوي نوع “سامسونغ”، ونزل على الدرج متظاهراً أنّه يتكلّم على الهاتف وفي الطريق تخلصّ من الشريحتين، وعندما وصل الى البيت غسل السكين التي استعملها في الجريمة وخبّأ المال وهو عبارة عن 762 ألف ليرة لبنانية ومليون و 254 ليرة سورية.
قاضي التحقيق في بيروت فريد عجيب طلب في قراره الظني عقوبة الإعدام للمدعى عليه “أحمد.ج” وأحاله للمحاكمة أمام محكمة الجنايات بجرم القتل عمداً والسرقة.
لبنان٢٤