كتب المحرر القضائي:
يشغل المدعى عليه عامر.ن وظيفة ناطور مدرسة روضة مختلطة في بيروت، وقد تبيّن أنه في خلال استراحة يوم مدرسي استدرج التلميذة أماني.ص وعمرها ٤ سنوات الى غرفته الكائنة في حرم المدرسة حيث وضع لاصقاً على فمها ونزع ملابسها الخارجية والداخلية وحاول دسّ إصبعه في مكان حساس من جسمها وكرر فعلته الى أن سالت بعض قطرات الدم، إلا أن زوجته المدعوة سناء.م وهي عاملة تنظيف في المدرسة فاجأته فضربته وأخذت الطفلة وألبستها ثيابها وأخرجتها من الغرفة الى الملعب.
وتبيّن أن الفتاة أخبرت معلمتها الشاهدة نيرمين.ر فنهرتها قائلة “سكتي”.
في اليوم التالي، حضر المدعي مصطفى.ض ترافقه إبنته أماني الى مركز فصيلة البسطة وإدعى ضد ناطور المدرسة بجرم إغتصاب إبنته، فتم فتح محضر تحقيق واستمع اليه رتيب التحقيق فيها، ثم تم إحضار المدعى عليه عامر والإستماع اليه، وأجرى الطبيب الشرعي المناوب، بناءً على تكليف النيابة العامة الإستئنافية في بيروت الكشف على القاصر ووضع تقريره الطبي الذي خلص فيه الى أنه لا يوجد أي أثر لأي اعتداء جنسي من أي نوع كان على الطفلة، فاتصل رتيب التحقيق بالمدعي الذي صرّح أنه لا يرغب في متابعة إدعائه.
وتبيّن أنه بعد التوسع في التحقيق من قبل مكتب مكافحة الإتجار بالأشخاص وحماية الآداب، تم فتح محضر ثانٍ وقد استمع منظماه الى المدعى عليه والقاصر، كما تم الإتصال بمعلمة الأخيرة نيرمين التي صرّحت أن أحداً من التلاميذ لا يخرج من الصف إلا عند وقت الإستراحة وتكون هي معهم وأن القاصر لم تخبرها بشيء عن الموضوع وأن جدة الأخيرة حضرت منذ نحو أسبوعين من الحادثة المشار اليها الى المدرسة وأخبرتهم أن تلميذاً يدعى محمد.ج ربط رجلي الإبنة أماني ووضع لاصقاً على فمها. مندوبة الأحداث حضرت الى المدرسة حيث التقت بالطفلة التي أنكرت حصول أي تحرش بها داخلها قائلةً “يمكن برا “، كما أجابت لدى إدخالها الى غرفة الناطور عما إذا كانت هي الغرفة التي جرى فيها التحرش بالنفي، وبسؤالها عن محمد.ج ومحمد.ش ومحمد.ش، نفت معرفتها بهم ليتبيّن لاحقاً لمنظمي المحضر بعد مراجعة قيود المدرسة عدم وجود إسم أي من المذكورين فيها.
والدة الفتاة منى أفادت في محضر مكتب مكافحة الإتجار بالأشخاص أن إبنتها أخبرتها أن “عمو عامر” أدخلها الى غرفته ووضع “تلزيقة” على فمها ونزع عنها ثيابها وأدخل أصبعه في مكان حساس مرات عدة مما آلمها، مؤكدة أنه عامر “يللي مرتو سناء” وأن هذه الأخيرة شاهدتهما داخل الغرفة فألبستها ثيابها وضربت زوجها، كما أفادت في معرض استماعها من قبل قاضي التحقيق بأن إبنتها عادت بتاريخ الحادثة الى المنزل وكانت متعبة على غير عادتها وخلدت الى النوم نحو ساعتين وبقيت متعبة بعد أن استفاقت، وبأنها لاحظت وجود بقعة دم جافة على سروالها الداخلي، وعندما سألتها عن الأمر أجابت “عمو بالمدرسة”، فأبلغت زوجها بذلك.
وتبيّن أن الطبيب الشرعي الثاني المكلف من النيابة العامة أورد في متن تقريره أنه أثناء معاينة الفتاة وسؤالها عما حدث معها، لاحظ أنها على الرغم من صغر سنها إلا أنها قادرة على الإدلاء بتفاصيل كاملة عن حادثة التحرش بها.
أما مندوبة الأحداث فقد أفادت في معرض استماعها من قبل قاضي التحقيق بأنها واكبت الطفلة في مكتب مكافحة الإتجار بالأشخاص وفي الغرفة الخاصة بالأحداث في مبنى قصر العدل في بيروت، وأن هذه الطفلة كانت في حال تردد لجهة مدى تعرضها لاعتداء جنسي ومدى نسبته الى الناطور، وأنها أشارت الى صبي صغير يُدعى محمد، ومن ثم أشارت الى الناطور بعد أن تكلمت مع والدها.
الهيئة الإتهامية في بيروت قررت بالإتفاق إتهام المدعى عليه عامر بالجناية المنصوص عليها في المادة 507 عقوبات بعد اعتبار فعله منطبقاً عليها، وإصدار مذكرة إلقاء قبض في حقه وإحالته على محكمة الجنايات في بيروت ليُحاكم أمامها بما إتهم به وردّ طلب إهمال تقرير الطبيب الشرعي الثاني للأسباب الواردة في متن القرار كما سائر الطلبات لانتفاء الفائدة.
المصدر: خاص “لبنان 24”