قصص مبكية في لبنان: “محابسنا للبيع”!

قصص مبكية في لبنان: “محابسنا للبيع”!

- ‎فيالمحلية

لا تعدّ ولا تحصى القطاعات التي تهاوت بفعل الأزمة الاقتصادية في لبنان وارتفاع سعر صرف الدولار، والخسائر المترتبة عن الواقع القائم في البلاد فاقت كل التوقعات، وربما إقفال أعداد هائلة من المؤسسات والارتفاع غير المسبوق في نسبة البطالة، هما الترجمة الأوضح للواقع.
سوق الذهب في لبنان، الذي درّ أرباحا كثيرة في أيام العزّ والبحبوحة التي عاشتها البلاد، يعيش اليوم أسوأ أيامه، وربما هو من أكثر المتضررين من الأزمة الحالية. فهو يُشترى ويباع بالدولار، وهو بالتأكيد آخر الكماليات التي تهمّ اللبنانيين اليوم، وسط فوضى الاسعار والبنزين والمازوت والانهيار المتمادي.

فالذهب الذي كان هدية مختلف المناسبات، من الولادات وأعياد الميلاد والعمادات ومختلف المناسبات، إستبدل بهدايا أبخس ثمنا كالثياب والاغراض الشخصية الرمزية، باستثناء قلة قليلة من اللبنانيين من الذي يتقاضون رواتبهم بالدولار.
مع بداية الأزمة قبل سنتين تقريبا، كان الذهب سبيل كثر من اللبنانيين لإخراج أموالهم من لبنان، حيث عمدوا إلى شرائه بكميات كبيرة، بهدف بيعه لاحقا خارج لبنان وتحصيل أموالهم. وها هو أيضا يتحول اليوم إلى سبيل لعبور المرحلة بأقل خسائر ممكنة، عبر لجوء اللبنانيين إلى بيع مجوهراتهم.
تروي ترايسي، موظفة في أحد متاجر الذهب الشهيرة في لبنان، في حديث لموقع mtv، أن الإقبال على شراء الذهب تراجع بشكل كبير للغاية في الأشهر الأخيرة، والفارق الكبير يلمسونه أكثر في فترات الأعياد التي كانت تجعل من الدخول إلى المحل عملية شاقة بسبب الزحمة على شراء الذهب، أما اليوم فباتت الأعياد مثل أي يوم عادي، ترى المحل شبه فارغ باستثناء بعض الزبائن “المهمّين”، وفق قولها.
“من يشترون هم بغالبيتهم من المغتربين، تعرفهم من لكنتهم، أو من طلبات معيّنة وتوصيات يجب ان تسبق موعد طيارتهم”، بحسب ترايسي، وتضيف: “أما اللبنانيين المقيمين فيأتون بغالبيتهم لبيع مجوهراتهم، تراهم يحملون علبا كبيرة، ويبدأون بإفراغها من كلّ ذهب جمعوه في سنوات حياتهم، بعضهم يحبس دموعه بصعوبة، فكلّ قطعة لها ذكرياتها وقيمتها المعنوية”.

بوجع تروي ترايسي مشاهداتها، “تدمع عيوننا لكثير من المشاهد المؤلمة في المحلّ، والأصعب هو حينما يأتي زوجان لبيع محابس زواجهما سعيا للحصول على القليل من الدولارات، هنا تدرك كما ان وجعهما كبير وكم أن الحضيض بات وشيكا”.
“خبي قرشك الابيض ليومك الأسود”، و”خبّي الذهب للايام السودا”… كم ان الكلام سهل والفعل صعب، فالأيام أتت سوداء حالكة، وهكذا سيكون مصير الجشعين الذين إئتمناهم على مستقبلنا، والحساب مهما تأخر سيأتي حتما….

Mtv