انتظرت عائلة شور ولادة ابنها علي بفارغ الصبر، وما إن فرحت برؤيته وقربه وضحكته، وراقبت نموه يوماً تلو الآخر، حتى صُعقت بخسارته عندما بلغ الستة أشهر من عمره… رحل علي بعدما سقط من سريره ليُفجَع والداه وأقرباؤهم بسرعة رحيله.
يوم الخميس الماضي حلّت الكارثة على عائلة شور في أبيدجان، عندما سقط ابنها عن السرير. وبحسب ما قاله ابن عم الضحية عباس شور : “نقل علي إلى المستشفى مصاباً بنزيف في الرأس، تأملنا أن يتعافى مع الأيام، وأن يمر الحادث على خير، إلى أن صُدمنا ظهر اليوم باتصال أبلغنا من خلاله عن إطباق علي عينيه للأبد”.
بعدما رزق والدا علي بفتاتين، فرحا كثيراً بخبر حَمل والدته به، إلا أن القدر شاء أن يكون مروره على الأرض بصورة خاطفة. ولفت عباس إلى أنه “كان فرحتهما، ولهوة المنزل، حلما بمستقبل زاهر له، وإذ بكل شيء ينتهي في لحظة، وتنقلب حياة عائلة كانت تعيش في حب ووئام، إلى جحيمٍ من فراق أغلى الناس”، وأضاف: “لم يكتب لعلي أن يرى وطنه ويمضي فيه أوقاتاً بقرب أهله في لبنان، ففي عزّ صغره توقف عدّاد الزمن في عمره، ليلتحف التراب قبل أن تلامس قدماه الأرض”.
قبل 15 سنة حمل والد حسن حقيبته وسافر إلى أبيدجان بحثاً عن حياة كريمة، ارتبط بزوجته وحلمهما أن يؤسسا سوية عائلة سعيدة، إلا أن الرياح جرت عكس ما تشتهيه سفينتهما، ولفت عباس: “لا اعتراض على حكم الله، نعتبر صغيرنا ملاكاً في الجنة، ويبقى الأمل بأن يلهم الله الصبر والسلوان والديه وكل معارفهما على هذا المصاب، فلا كلمات يمكنها التعبير عن حزنهما”.
أقرباء عائلة شور نعوا الصغير علي في صفحاتهم على موقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك”، منهم الدكتور أحمد محسن شور الذي كتب: “أدميت قلوبنا يا علوشي. شو صار يا عمري… عصافير الكون تبكيك… الطفولة كلها ترثيك… دموعنا كالجمر… قلوبنا كادت تقف عن الخفقان… لأهلك الصبر والسلوان… والتعازي بالكلمات عاجزة… هذه مشيئة الله… نم قرير العين يا عصفور الجنان”.
النهار