
“كورونا” يُلغي إحياء ذكرى اغتيال الحريري… والضائقة المعيشية تمنع احتفالات عيد الحب
“عيد الحب” فقد معناه في صيدا منذ ستة عشر عاماً مع اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي حول مناسبة الفرح الى حزن، اليوم الضائقة المعيشية منعت الاحتفالات بالحب.. وتفشي جائحة “كورونا” ألغت إحياء الذكرى بعد تعميم تيار “المستقبل” على منسقياته عدم القيام بأية نشاطات تتضمن تجمعات حرصاً على السلامة العامة.
غير ان المناسبة لم تمر مرور الكرام، فقد استعاضت منسقية “المستقبل” في صيدا والجنوب عن الاحتفال السنوي الذي تقيمه أمام النصب التذكاري للرئيس الشهيد عند الواجهة البحرية للمدينة، بإضاءته بالشموع تحية لروح صاحب الذكرى، ورفع صوره وصور نجله الرئيس سعد الحريري الى جانب اللوحة التذكارية للنصب التي تحمل عبارته الشهيرة: “اني استودع الله سبحانه وتعالى هذا البلد الحبيب لبنان وشعبه الطيب”.
رئيسة “كتلة المستقبل” النيابية النائبة بهية الحريري توقفت عند الذكرى، زارت الضريح مع الرئيس الحريري وقرأت الفاتحة وأكدت ان “مشروع رفيق الحريري لا يموت، واذا كانوا استطاعوا قتل رفيق الحريري الذي ولد في الاول من تشرين الثاني 1944 فإنهم لن يستطيعوا قتل رفيق الحريري الذي ولد في 14 شباط، لأنه اصبح فكراً ونهجاً ورؤية عابرة للزمان والمكان والمناطق والطوائف”… “سنكمل المسيرة مع سعد رفيق الحريري وبمزيد من الإيمان بالله والايمان بصوابية المشروع ورسوخه في وجدان الناس”.
بينما تساءل منسق صيدا والجنوب مازن حشيشو: ألا يستحق ما وصل اليه البلد من ازمات وانهيار مالي واقتصادي التعالي عن المحسوبيات والمصالح الذاتية، والتعاون مع الرئيس سعد الحريري للاسراع بتشكيل حكومة من اختصاصيين لوقف الانهيار واعادة اعمار ما دمره انفجار مرفأ بيروت؟
ومظاهر “عيد الحب” اختلفت هذا العام بفعل الضائقة المعيشية وتفشي “كورونا”، فاقفال الاسواق التجارية وعدم استقبال محال الورد لزبائنها، دفع ببعض البائعين الجوالين الى الانتشار على طول الكورنيش البحري. أحمد واحد منهم وقف عند ناصية الطريق قرب القلعة البحرية يعرض ورده الاحمر للبيع لكن ارتفاع الاسعار لم يسعفه، فالوردة بعشرة آلاف ليرة، اشتراها من محل الجملة في بيروت بثمانية آلاف، ويؤكد لـ “نداء الوطن”، ان الاقبال ضعيف جداً والناس لا تعير المناسبة أهمية ويردد “يا ورد مين يشتريك.. بالغلا”.
في المقابل الآخر، عند الكورنيش القديم، وقف محمود يبيع “الحب” بأشكال مختلفة، بالونات حمراء على شكل قلوب بعشرة آلاف ليرة ايضاً، جذبت انتباه الكثير من العابرين بسياراتهم وبعض المتنزهين، بينما ابتكر بائعون على “مواقع التواصل الاجتماعي” افكاراً أخرى جديدة، ومنها “كمامات” حمراء اللون ذات طابع رومانسي، مطبوع عليها قلوب، وعبارات وhappy valentine day تتماشى مع المُناسبة، فالكمامة باتت جزءاً أساسياً من نمط الحياة. وحرص من يلتزم بالحجر المنزلي على شراء “أون لاين”، باقات من الورد حيناً، وهدايا اخرى منها “الدب الأحمر” الذي وصل ثمنه نحو 800 ألف ليرة، والورد الأحمر مع قاعدة خشبية بـ 200 ألف ليرة، والوردة بـ 10 آلاف ليرة لبنانية.
وسط المناسبتين، خرج بصيص أمل في مواجهة الوباء مع بدء عملية التلقيح الوطني ضده، انطلقت من ثلاثة مستشفيات في بيروت، وستتدحرج الى المناطق غداً، وفق ما يؤكد رئيس مجلس الادارة والمدير العام لمستشفى صيدا الحكومي الدكتور احمد الصمدي لـ “نداءالوطن”، “الثلثاء ستنطلق العملية من المستشفى بعد اعطاء “الضوء الاخضر” من وزارة الصحة”، مشيراً الى انها “ستشمل الطاقم الطبي والتمريضي بداية”، مشدداً “اننا جاهزون لهذه المهمة الوطنية الجديدة بعدما قمنا بواجبنا في علاج المصابين بالفيروس رغم كل الامكانيات المحدودة”.
المصدر/ محمد دهشة – نداء الوطن