لبنان نحو الانهيار، ولبنانيّون نحو الانتحار. عبارة قد تختصر، بمأسويّة، الواقع اللبناني. فقد أصبح الإنتحار ظاهرةً في لبنان نتيجة الحالة الإقتصاديّة والمعيشيّة السيّئة التي أخذت بالتفاقم في الأيام الأخيرة، حتّى فاض الكوب مع إقدام المواطن داني أبو حيدر على الإنتحار بسبب طرده من عمله، بالإضافة الى إقدام عنصر في قوى الأمن الداخلي على الانتحار، من دون أن تعرف أسباب ذلك.
تُفيد المعالجة النفسيّة ميا عطوي، في حديث لموقع mtv، بأنّ “90% من حالات الإنتحار تعود إلى وجود مرض نفسيّ لدى الفرد، أو إصابته بالإكتئاب واليأس، أو الإدمان على المخدّرات، فضلاً عن عوامل بيولوجيّة وإجتماعيّة وإقتصاديّة”.
وتشرح عطوي أنّ “هذه العوامل ناتجة عن ضغوط متفاقمة تؤدّي إلى عدم القدرة على استيعاب هذه الضغوطات الهائلة وتحمّلها، ما يؤثّر على الأداء الإجتماعي للشخص وعلاقته بأصدقائه وعائلته ومحيطه”.
وتجزم أنّ “مَن يُقدم على الإنتحار لا يُريد أن يُنهي حياته، بل يُريد الخروج من الوضع السيّء الذي يسيطر عليه”، مُشيرةً إلى أنّ “الإنتحار يتزايد في المجتمعات التي تنعدم فيها العدالة الإجتماعية والمساواة بين المواطنين، وهي الحالة الموجودة في لبنان، حيث 25% من اللبنانيين مُصابون بمرض نفسي وبحاجة إلى علاج سريع”.
وتُضيف عطوي: “العوارض القويّة هي التي تدفع الأشخاص إلى الإنتحار، وأخطرها الإنعزال وإرادة الموت بدل الحياة والوحدة والإلتزام بالصمت المُطبَق”.
وذكّرت اللبنانيين بـ”وجود رقم ساخن 1564، تابع لجمعيّة Embrace، لإطلاعها على حالات الإنتحار في مختلف المناطق اللبنانيّة”.
Mtv