ودّع عائلته وتوجه إلى عمله، فإذ بالموت ينتظره ليخطفه في غفله بحادث سير مرّوع على أوتوستراد الجيّة. كُتب على ابن بيروت محمد صقر أن يسجّل اسمه بالدّم على لائحة الموت على طرق لبنان، ليرحل تاركاً كل من عرفه في حسرة ولألم على فقدانه.
لحظات
عند حوالي الساعة الواحدة من بعد ظهر الثلثاء الماضي حلّت الكارثة على عائلة صقر، وبحسب ما شرحه ابن عم الضحية محمود أنه “في ذلك اليوم المشؤوم استفاق محمد كعادته، ودّع أولاده الثلاثة وزوجته قبل أن يتوجه إلى عمله في شركة للخرضوات في منطقة الجناح، لينتقل بعدها لإيصال بضائع، كانت وجهته صيدا، لكن ما إن وصل الى أوتوستراد الجية حتى حلّت المصيبة”. وأضاف: “تزحلقت المركبة التي كان يقودها، انقلبت عدة مرّات، طار من النافذة، قوة الضربة تسببت بوفاته على الفور”.
صدمة الفراق
نُقل ابن الستة والخمسين سنة إلى مستشفى منذر الحج جسداً بلا روح، ليصل خبر مفارقته الحياة إلى عائلته، ولفت محمود إلى أنه “لا نعلم السبب الرئيسي للحادث، عائلته اعتبرت الأمر قضاء وقدراً ولم ترفع دعوى ضد أحد”. وأضاف: “كم مؤلمة الحياة حين تخطف منا أعزّ الناس من دون أية مقدمات، فمن كان بيننا بضحكته المعهودة وروحه المرحة أطبق عيناه للأبد ورحل”، مشيراً إلى أنه “في الأمس ودّعناه الى مثواه الأخير وسط حزن وصدمة ليس لهما مثيل”، مشدداً “لا أبالغ القول عندما أتحدث أن محمد كان من خيرة الناس، كرّس حياته من أجل عائلته، كان يقصد عمله في الصباح لتأمين حياة كريمة لأولاده، وفي الأمس كان يفضّل السهر معهم، فقد كانوا محور اهتمامه، وإذ به يُكتب عليه أن يتوقف عداد الزمن في عمره ويفارقهم من دون عودة”.
أصدقاء ومعارف محمد نعوه في صفحاتهم على موقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك”، حيث عبّروا عن مدى وجعهم؛ منهم من كتب: “كنت خير صديق وأخ، لم يتوان يوماً عن مد يد مساعدته للغير، شاء القدر أن تكون نهايتك بحادث أليم لم يرحمك”، و”رحيلك أدمى القلوب، الرحمة لك ولعائلتك وأهلك الصبر والسلوان… نعم رحلت عنا جسداً لكن ستبقى بيننا بذكراك الجميلة التي تركتها لنا”.
النهار