شهيد خامس من بلدة الدوسة العكارية دفع حياته في محرقة التليل بعد أن قاوم لأيام، ونقل من لبنان إلى تركيا لتلقي العلاج، إلا أن الموت غلبه لينضم إلى قافلة طويلة من الشبان الذين دفعوا أرواحهم ثمن غالون بنزين… هو العريف في الجيش اللبناني رائد الحسن الذي انطفأت شمعته بالانفجار المأسوي.
عائلة الحسن مصدومة، هي التي كما قالت شقيقة الراحل رغدة كانت قد اطمأنت إلى صحته في الأمس من طبيبه، وشرحت “أطلعنا أنه بخير، وأنه خضع الى ثلاث عمليات، ليصلنا الخبر المؤلم صباح اليوم بمفارقته الحياة”. وأضافت: “بعدما كنا ننتظر عودته إلينا معافى ليكمل سنوات عمره بيننا، ننتظر الآن وصول جثمانه لنزفه إلى مثواه الأخير وهو في عمر الثالثة والعشرين، كم مؤلم أن نخسر شاباً في مقتبل العمر كان مفعماً بالحياة، كل ذلك لأنه في بلد لا تؤمن دولته أبسط حقوق المواطنين”.
وعن اليوم المشؤوم، قالت رغدة: “يومها تناول الطعام بسرعة على غير عادته، بعدها خرج لشراء نربيش اركيلة، عاد إلى البيت وأطلعنا أنه دفع ثمنه 30 الف ليرة، من ثم غادر من دون أن نعلم وجهته، وقبل أن نخلد إلى النوم وصلنا الخبر الكارثي، بوقوع انفجار في بلدة التليل واصابة شقيقي بحروق، سارع والدي إلى هناك، حيث كان قد نقل إلى مستشفى السلام ومنها إلى تركيا لتلقي العلاج، وقد تم تصوير مقطع فيديو له، بدا واضحاً كم نالت النيران من جسده من دون أن تستثني وجهه ورأسه، ومع ذلك حاول أن يطمئننا على وضعه”.
وأوضحت رغدة أن “حتى الآن لا يمكننا تصديق أن الروح فارقت جسده، فهو الشاب الخلوق، والطموح، انضم الى صفوف الجيش لتأمين مستقبله، ورغم كل الظروف التي يمر فيها لبنان كان يحاول أن يبقى متفائلاً”. مضيفة: “لا كلمات تعبر عن حجم وجعنا، فهو كغيره من اللبنانيين الذين يذوقون الويلات للحصول على البنزين، وعندما سمع أن الجيش يقوم بتوزيعه توجه من أجل الحصول على غالون لتعبئة خزان وقود سيارته كي يتمكن من التوجه إلى خدمته، لم يتوقع أن الموت بانتظاره وأن أرواح الناس باتت رخيصة جداً لدفعها ثمن المحروقات”.
النهار