ولفت القيادي الى ان كل ما يحدث في لبنان يقوم به الاميركي وهو يقف وراءه، وكشف عن بعض المعطيات التي بحوزة حزب الله عن دور السفارة الاميركية في بيروت وخصوصاً لجهة تدريب 5800 ناشطاً في 180 جمعية مجتمع مدني، على قيادة التظاهرات وكيفية مخاطبة الجمهور والشباب، وكيفية توجيه الرأي العام عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ووسائل الاعلام بالاضافة الى تمويل مختلف وفي اكثر من اتجاه.
ولفت القيادي الى ان السفيرة الاميركية الحالية في لبنان، كانت قد التقت شخصيات عدة قبل الازمة بأشهر، ومنهم وزير سيادي اقصي من وزارة هامة على “زغل” مع مرجعيته السياسية. وكانت السفيرة قد التقته في وزارته قبل فترة بسيطة من تشكيل الحكومة الحالية المستقيلة ولمست في كلامه وتعابير وجهه معالم حزن، فقالت له : لا تحزن وجيد انك لست في الحكومة الجديدة لانها لن تُعمّر حتى الصيف!
وتابع القيادي: بعض المعلومات التي لدينا تفيد بأن العديد من كبار التجار والسياسيين بدأوا بتحويل اموالهم خارج لبنان منذ مطلع العام 2019، وهذا يعني ان كل ما نشهده معروف ومتداول وكبار الساسة في لبنان على إطلاع به، وهذا ما ينفي صدقية البعض وذهابهم كثيراً في منطق التحرك الشعبي من دون توجيه او استثمار. كما كشف القيادي عن تقرير غربي
تسلمه مرجع حزبي وسلمه الى الحزب من دون الكشف عن مضمونه لكنه فهم انه يصب في سياق الازمة الحاصلة.
وختم القيادي بالتأكيد على ان الربيع سيحمل معه تباشير ايجابية، والمطلوب الصمود حتى ذلك الوقت، ولم يشرح السبب، كما لم يجزم بموعد ولادة الحكومة الجديدة، وهل سنبقى بلا حكومة حتى هذا التاريخ ولماذا ؟ وهل هناك تطورات ما في الربيع؟ ولماذا حل الازمة في شهر آذار؟
في المقابل وفي جلسة مغلقة اخرى حضرتها وجوه اعلامية واقتصادية وسياسية وحزبية ونقابية، حضرت الازمة السياسية والحكومية والاقتصادية والمالية وتقاطعت المعلومات مع ما اورده القيادي المذكور اعلاه. وتحدث احد الحاضرين وهو من الوجوه البارزة ان شهر 3 من العام 2020 سيكون حاسماً لجهة تحديد مصير الازمة اللبنانية. وتشير الشخصية المذكورة الى كلام قاله ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان خلال إجتماع لخلية الازمة السعودية قبل ايام لدى سؤاله عن الملف اللبناني فقال : انه غير مهتم بالوضع اللبناني. ورد قائلاً: فليتعارك اللبنانيون كما يشاؤون ولكنهم في شهر 3 سيأتون الينا مهرولين لطلب النجدة من دون الخوض في الاسباب وماهية تحديد الموعد في شهر آذار المقبل.
وتقول الشخصية ان عدم إكتراث محمد بن سلمان بالوضع اللبناني، لا يعني ان ليس للسعودية مرشح حكومي. وهم يفضلون كما الاميركيين ان يكون السفير نواف سلام هو رئيس الحكومة المقبل، وليس الرئيس سعد الحريري، وهناك قطيعة كاملة بينه وبين السعودية.
وتكشف الشخصية ان ليس هناك من مواعيد واستحقاقات اقليمية او دولية بارزة في شهر آذار وهناك رهان على تفاوض بين اميركا وايران على بعض الملفات في المنطقة، وليس هناك من خطر من حرب ايرانية- اميركية او عدوان يشن على ايران. وتكشف الشخصية ان هناك خوف ولو محدود من حرب اسرائيلية او احتمال حرب اسرائيلية على لبنان يقودها الارعن بنيامين نتنياهو لتفادي دخوله السجن بتهمة الفساد او لرفع اسهمه السياسية. وهذا الاحتمال وارد ومن شأنه ان يعقد الوضع اللبناني الحالي ويزيده غموضاً.
وفي الملف الحكومي ايضاً لم يظهر في كلام الشخصية بوادر حلحلة حكومية اوتأليف سريع للحكومة. فقد يُكلّف شخص آخر غير الحريري، ولكنه لن يتمكن من التأليف قبل شهرين او ثلاثة للاعتبارات الخارجية والضغط الاميركي لمنع وجود حزب الله فيها. ويبقى الحريري رئيساً لحكومة فعلية تصرف الاعمال مع توسيع هامشها المالي والاقتصادي!
النشرة