ناقوس خطر صحّي في صيدا ومسيرة احتجاج “من أجل خلاص اللبنانيين”
تؤرق الأزمات المتلاحقة الاقتصادية والمعيشية والصحّية حياة المواطنين، تتفاقم باضطراد وتتقاسم معاناة يومياتهم، بدءاً من الغلاء وتحليق الاسعار ارتباطاً بالدولار، مروراً بإقفال بعض المؤسسات والمحال التجارية نهائياً وموقّتاً وصرف الموظفين، وصولاً الى جائحة “كورونا” وقد عاودت أرقام المصابين والوفيات الارتفاع مع بلوغ المستشفيات طاقتها القصوى للاستيعاب مجدّداً، ما ينذر بالاسوأ خصوصاً مع “التعثر” بعملية التلقيح الوطني.
وأكدت مصادر طبّية لـ”نداء الوطن” أنّ اعداد الاصابات والوفيات في صيدا ومنطقتها عاودت ارتفاعها، وبلغت للمرة الاولى منذ انتشار جائحة “كورونا” في شباط الماضي في مدينة صيدا رقماً قياسياً، اذ سجّلت في المدينة وحدها خلال الاسبوع المنصرم نحو 220 اصابة، وسط ارتفاع ملحوظ ويومي في الوفيات، كاشفة ان عدداً كبيراً من المنظمات الدولية والمحلية التي كانت تقدّم مساعدات مختلفة لدعم القطاع الطبّي قد تراجعت أو توقّفت، ما يفتح الباب على مصراعيه امام ازمة صحّية خطيرة.
وأعلنت غرفة عمليات إدارة مخاطر الكوارث والأزمات في إتحاد بلديات صيدا – الزهراني في تقريرها الأسبوعي عن متابعة 1516 حالة نشطة، توزّعت على 716 إصابة جديدة و8 حالات وفاة و 161 حالة دخول إستشفاء، وسجّلت مدينة صيدا رقماً قياسياً بـ 220 حالة يليها مخيم عين الحلوة بـ 128 حالة و83 حالة في حارة صيدا في ظلّ إستمرار نسبة إشغال 100% لأسرّة المستشفيات الـ 149 في القضاء المخصّصة لحالات “كورونا”.
وأوضح مدير غرفة الإتحاد وخلية إدارة الأزمة في بلدية صيدا المهندس مصطفى حجازي لـ”نداء الوطن” أنّ الواقع الصحّي يعيش أزمة جديدة مع الارتفاع الملحوظ باعداد الاصابات والوفيات، مشيراً الى اربعة تطورات لافتة، اولها: نقص الادوية الخاصة بالعلاج في الصيدليات وزيادة طلب المساعدة من البلدية لتأمينها، ثانيها: بلوغ المستشفيات طاقتها القصوى في استقبال المصابين، ثالثها: شحّ المساعدات الطبّية التي كانت تقدّمها الجمعيات الاهلية والدولية، ورابعها: الاقبال الكثيف على اجراء فحوصات PCR، في الملعب البلدي يومي الاثنين والخميس، حيث بلغ نحو 200 فحص والحاجة تصل الى نحو 300 فحص”، موضحاً أنّ “هناك بعض العائلات اصيبت بالكامل وتلتزم الحجر بمنازلها لأنّ لا قدرة لها على اجراء الفحوصات، وبدأنا نتعاون مع المخاتير لمساعدتها”.
والواقع الصحّي المأزوم زاده صعوبة التعثّر في إنجاز عملية التلقيح الوطني وِفق المرجو، بسبب نقص كميات اللقاحات المعتمدة “فايزر” حتى الآن من جهة، والانتكاسة حول لقاح “أسترازينيكا” وتريّث وزارة الصحة بالرغم من تأكيد منظمة الصحة العالمية انه فعّال وآمن من جهة اخرى، وهو ما انعكس تباطؤاً في رفع وتيرة التلقيح، حيث كشفت مصادر طبّية لـ “نداء الوطن” أنّ المستشفى التركي التخصّصي للجروح والحروق لم يباشر حتى اليوم عملية التلقيح بالرغم من افتتاحه رسمياً برعاية وزير الصحة حمد حسن، كمركز مساعد للتلقيح، الى جانب مستشفى صيدا الحكومي منذ أسبوعين، في وقت بلغت عمليات التلقيح 4338 شخصاً بحسب المنصّة، وهو عدد قليل جدّاً قياساً على عدد سكان قضاء صيدا البالغ نحو 350 الف نسمة، من بينهم نحو 200 الف يريدون أخذ اللقاح.
مسيرة غضب
وتحت شعار “من أجل انقاذ لبنان وخلاص اللبنانيين”، نظّمت مجموعة “ارادة شعب” في “التنظيم الشعبي الناصري” مسيرة جماهيرية انطلقت من ساحة الشهداء في المدينة، وهي الثالثة في غضون ايام، الى جانب وقفات احتجاجية عديدة نظّمت في ساحة الشهداء وامام سراي صيدا الحكومي رفضاً للغلاء وارتفاع الاسعار وجنون الدولار.
ورفع المشاركون في المسيرة لافتات تطالب بتشكيل حكومة انقاذ وطنية، وتدعو الى تنظيم صفوف المحتجّين للدفاع عن الحقّ بالعيش الكريم وسائر حقوق الناس من اجل انقاذ لبنان وخلاص اللبنانيين، وجابت شوارع المدينة مندّدة بالغلاء وارتفاع الاسعار وسياسة حاكم مصرف لبنان”.
محمد دهشة – نداء الوطن