“أبو خضر” الحبال يبيع التين والصبّار في صيدا… ليصبر على مرّ الحياة وأزماتها

“أبو خضر” الحبال يبيع التين والصبّار في صيدا… ليصبر على مرّ الحياة وأزماتها

- ‎فيأخبار صيداوية

يكافح الصيداوي “أبو خضر” الحبال من اجل تأمين قوت يومه في ظل الازمات المعيشية والاقتصادية الخانقة التي افقدت العملة اللبنانية قيمتها، وعلى بسطة متواضعة عند ساحة الشهداء وسط المدينة، يعرض حلو التين والصبّار ليصبر على مرّ الحياة في ظل الغلاء وارتفاع الاسعار والتي حرمت الكثير من العائلات من الكماليات ومنها الفواكه بأنواعها المختلفة.

ويقول أبو خضر لـ”نداء الوطن”: “ان الاوضاع المعيشية صعبة واضطررت الى بيع التين والصبّار منذ اعوام من اجل تحسين الدخل الشهري الى جانب عملي كمياوم، هي شغلة موسمية تمتد من منتصف تموز الى ايلول، ولكنها تساعد في سداد الديون ومصاريف الاولاد العائلية، وباتت الناس تقصدني من كل ارجاء المدينة نظراً لاعتماد طريقة بيع تختلف عن الآخرين. ابيع بالعلبة وهي طريقة أوفر من الكيلو لارباب العائلات، فعلبة الصبّار فيها نحو 30 كوزاً بـ 35 الف ليرة لبنانية، بينما يباع الكيلو الواحد بنحو 25 الفاً، اما علبة التين وفيها 4 كيلوات تقريباً 80 الف ليرة لبنانية، وعلبة 2 كيلو بنحو 50 الف ليرة لبنانية، بينما كيلو التين الواحد يباع بنحو 30 الف ليرة لبنانية”.

في موسم التين البياضي والصبّار، يقصد الكثير من ابناء حاصبيا صيدا صباح كل يوم ليبيعوا منتوجاتهم، يعرضونها على بسطات متواضعة امام فانات او “رابيد” او “بيك اب”، يتمركزون عند مستديرتي العربي والشهداء وامتداداً لهما، ثم يعودون مساء من حيث أتوا. ولكن هذا الموسم انضمّ اليهم بعض ابناء المدينة في البيع، في محاولة لكسب لقمة العيش الكريم ولو بشكل موقّت.

وأوضح “أبو خضر” الذي استظل خيمة لتقيه أشعة الشمس الحارقة: “اشتري التين والصبّار من منطقة حاصبيا، وهي مشهورة بالمذاق الحلو واللذيذ، ليس في المدينة صبّار وقليل من التين. الاقبال على الشراء ما زال كما هو بالرغم من ارتفاع السعر عن العام الماضي، الناس تبحث عن الارخص لتأكله وخاصة في ما يتعلق بالفواكه، باتوا يعتبرونها من الكماليات ولم تعد تدخل بيوت كثير من الصيداويين للأسف مع انها محبّبة الى قلوبهم”.

فاتورة الاشتراك

و”أبو خضر” واحد من مئات العمال المياومين او الموسميين، الذين باتوا ينوؤون بأثقال العيش والغلاء وارتفاع الاسعار، وكل خطط التقشف التي اعتمدوها منذ بداية الازمة المعيشية تتداعى مع طول أمدها، ونفاد ما كان لديهم من مدخرات مالية متواضعة والتي خبأوها على قاعدة “القرش الابيض لليوم الاسود”، يأكلون من اللحم الحي وقد تخلى هؤلاء عن كل الكماليات وغالبية الضروريات ولم يبق لديهم الا فاتورة شهرية واحدة – الاشتراك بالمولد الخاص، وجاءت هذا الشهر برسومها مرتفعة رغم اعتماد اصحاب المولدات برنامج تقنين قاس، بعضهم أطفأ المولد نهاراً بالكامل وشغّله بضع ساعات في الليل وفق توزيع حصة المازوت من بلدية صيدا والتي تقدر بالساعات فقط وليس بالايام، ما اضطر عدداً منهم الى تخفيض قوة “الديجانتير” من 5 الى 3 او اثنين ونصف أمبير، وعدد آخر يفكر جدّياً بإلغائه في محاولة للتوفير.

ويقول ابراهيم نحولي، وهو رب عائلة مؤلفة من الزوجة وولدين ويعمل بخدمة “دليفري”، لـ”نداء الوطن”: “فاتورة الاشتراك مهما كانت ثقيلة على العمال والمياومين، سيما وان لا غنى عن الاشتراك مع الانقطاع شبه الدائم بالتيار الكهربائي، دفعُها بداية كل شهر صعب، لذلك اعتمدت طريقة لتسديدها تقوم على اقتطاع كل يوم عشرة آلاف ليرة لبنانية من مدخولي واكمل ما تبقى”، مؤكداً ان الحل ليس بدعم المازوت ولا بتخفيض ساعات التغذية بالاشتراك، وانما بتأمين التيار الكهربائي بشكل افضل من قبل الدولة، فصيدا محرومة من التغذية العادلة”.

وكعادتها كل شهر، تقوم بلدية صيدا باصدار تعرفة تقديرية لساعة التغذية ارتباطاً بتسعيرة وزارة الطاقة في محاولة لارساء مبدأ التكافل الاجتماعي ولتحقيق العدالة بين المشتركين واصحاب المولدات، وتعلن التسعيرة العادلة وخلصت هذا الشهر الى سعر ساعة التغذية من المولدات 5 أمبير = 1650 ل.ل ودعوة صاحب كل مولد الى اعتماد الصدقية والشفافية في احتساب عدد ساعات التغذية التي قدمها للمشتركين في دائرة عمل مولده، غير ان بعضهم لم يتقيد بها على اعتبار انها غير ملزمة.
المصدر| محمد دهشة – نداء الوطن|