
الإرتفاع الجنوني بسعر صرف الدولار في السوق السوداء، سكب البنزين على غضب الناس، إشتعلوا ناراً ونزلوا الى الشوارع والساحات للتعبير عمّا آلت اليه الاوضاع المعيشية المتردّية التي يعانون منها، مع انعدام القيمة الشرائية التي لم تعد تكفي لأبسط مقوّمات العيش الكريم.
وأولى نتائج هذا الارتفاع هو الارباك الى حدّ الفوضى، أقفلت مؤسسات ومحال كبيرة منها وصغيرة على حدّ سواء، ولكلّ منها أسبابه، بعضها مراعاة لظروف الناس، علّقت على أبوابها “مقفل لعدم رغبتنا برفع الأسعار” أو “مقفل لحين إنقاذ الليرة اللبنانية”، وبعضها الآخر كسباً للمزيد من الربح “مقفل لحين استقرار صرف سعر الدولار”، فالاسعار بأرضها ترتفع وعدّاد الربح يزداد.
وقال صاحب تعاونية “البنيان” في صيدا الحاج خالد العلي لـ”نداء الوطن”: “محال تجارية عدّة اقفلت ابوابها نتيجة الفوضى في الاسعار، صحيح اننا نستمّر بالبيع على الاسعار القديمة ولكنّنا عندما نشتري نتفاجأ بالاسعار الجديدة، وفي وضع كهذا، ومع الارتفاع الجنوني للاسعار يكون الاقفال والانتظار افضل حلّ حتى لا نظلم الناس مع تهافتها على الشراء ولا نظلم أنفسنا”.
وجشع بعض التجار كشف على ارض الواقع بفضيحة العثور على كميات كبيرة من أكياس فارغة للأرز والسكر ماركة Deroni وهي من الاصناف المدعومة من وزارة الاقتصاد، ملقاة خلف طريق عام الصرفند، في وقت لم تُطوَ فيه بعد صفحة الاشكالات المتنقلة على المواد المدعومة في عدد من السوبرماركات، في مؤشر على مدى الازمات المعيشية التي تطارد المواطنين وهم يبحثون عن لقمة عيش كريم ورغبة بالتوفير. وفيما فتح النائب العام الاستئنافي في الجنوب القاضي رهيف رمضان تحقيقاً، بعد المعلومات بأنّ تجّاراً قاموا بإفراغها من محتوياتها واشعال النيران فيها ليتسنّى لهم بيع محتوياتها من الارز والسكر بسعر أعلى في السوق وتحقيق ارباح اضافية، داهمت وزارة الإقتصاد وشرطة بلدية الصرفند وأمن الدولة تعاونيتين في الصرفند، بناء لتكليف مدير عام وزارة الاقتصاد محمد ابو حيدر ومصلحة الجنوب وتم تسطير محضري ضبط بحقّهما وسط متابعة من القضاء.
تحركات إحتجاجية
ومن نتائج الارتفاع الجنوني للدولار ارتفاع منسوب الغضب، وقد ترجم بتحرّكات احتجاجية، حيث قطع سائقو سيارات الاجرة الطريق عند ساحة النجمة وسط مدينة صيدا واقفال محلات الصيرفة احتجاجاً، قبل أن يقوموا بجولة في سوق صيدا التجاري لدعوة اصحاب المحال الى الاعتراض والاقفال، فيما قطع محتجّون الطريق عند “تقاطع ايليا” وفي شارع رياض الصلح الرئيسي عند البوابة الفوقا، ونظّمت مجموعة “ارادة شعب” في “التنظيم الشعبي الناصري” مسيرة غضب للمطالبة بحكومة انتقالية، باعتبارها السبيل لوقف الانهيار وسلوك طريق الإنقاذ، انطلقت من ساحة الشهداء نحو مصرف لبنان، حيث هتف المشاركون ضدّ حاكم مصرف لبنان وسياسة المصارف، وسط اجراءات امنية مشدّدة.
وقال الناشط ابراهيم: “ما نعيشه يمثّل واقعاً مأسوياً، ولم نعد قادرين على التحمّل ونخشى من فوضى عارمة تقضي على ما تبقّى لدينا من احلام بامكانية اعادة اصلاح النظام في لبنان”، بينما قالت الناشطة اسراء: “إنّ ما يجري مقصود وهدفه الدفع نحو انفجار يخلط الاوراق ويعيد انتاج السلطة من جديد”.
محمد دهشة – نداء الوطن