الأمهات الثائرات في عيدهنّ: أجمل هدية… خلاص لبنان من الفساد

الأمهات الثائرات في عيدهنّ: أجمل هدية… خلاص لبنان من الفساد

- ‎فيأخبار صيداوية

هذا العام يفقد عيد الأم معناه، يتلاشى فرحه، فالكثير من الامهات لم يسمعن “كل عام وأنت بخير”، بعدما فقدن أبناءهنّ: موتاً في انفجار بيروت الكارثي، او انتحاراً بعد اليأس وانسداد الأفق، او مرضاً بفيروس “كورونا”، أو حزناً بالهجرة الى ارض الله الواسعة بحثاً عن العمل وقوت اليوم والعيش بكرامة. العيد ميّزه بكاء الفراق، فذبلت الوردة وفقدت الهدية قيمتها، والحلوى باتت علقماً. وسط هذا المشهد المأسوي، لم تفقد أمهات ثائرات في “حراك صيدا” الامل بغد أفضل بالرغم من سوداوية الصورة، تتحوّل أمانيهنّ الخاصة الى عامة بخلاص لبنان من أزماته المتلاحقة الاقتصادية والمالية والاجتماعية والمعيشية، وجلّ همهنّ أن تنجح الانتفاضة الشعبية التي اندلعت في 17 تشرين الاول ببناء لبنان، الدولة والمؤسسات والعدالة والمساواة الاجتماعية.

الناشطة الصيداوية هدى حافظ (41 عاماً)، واحدة من الامهات الثائرات في الانتفاضة الشعبية، مدرِّسة مادة الرياضيات في ثانوية القلعة منذ 23 عاماً، وهي أمّ لثلاثة أولاد (ليلى 15 سنة ومجد 11 سنة والتوأم سما 3 سنوات، ومدى توفيت وهي صغيرة)، نزلت الى ساحة الثورة منذ اندلاعها ولم تغادرها، قبل اسابيع كادت خيبة الامل تحسم قرارها بالاعتكاف، ولكنها عادت لتواصل مسيرة نضالها، وتقول لـ”نداء الوطن”: “لن نترك البلد لهم، كلّ يوم نعيش صدمة جديدة منهم وآخرها منذ أيام، اذا كان الحلّ بيدهم لماذا تركوا الناس تتخبّط بالاحباط منذ الانتفاضة أو الموت بانفجار المرفأ أو بالهجرة نتيجة الازمات”؟ موضحة: “نحن جيل التسعينات قرّرنا عدم مغادرة البلد، وعدم انجاب الاولاد حتى يكون لبنان افضل، وما زلنا نأمل ببادرة خير على طريق الخلاص، ليس لدينا خيار آخر، سنبني لبنان الذي نريد ولن تنكسر ارادتنا ولن نسمح بمحو احلامنا امام طبقة من الفاسدين”.

وميادة محمود حشيشو (58 عاماً)، أم لولدين ابراهيم (36 عاماً) وكارولين (32 عاماً)، كانت تعمل في احدى شركات الانتاج في بيروت وقد صرفت منها وأصبحت عاطلة عن العمل، فقرّرت النزول الى ساحة الثورة وهي ترفع العلم اللبناني فقط لتدافع عن حقّها وحقوق ابنائها واحفادها في حياة حرّة كريمة، قبل ان ترغم ولديها الظروف الصعبة مع وصول لبنان الى مرحلة الانهيار على الهجرة، تقول لـ”نداء الوطن”: “يأتي العيد هذا العام حزيناً، والامهات، صاحبات العيد، يبكين على اولادهن، والله انني مقهورة لما وصل اليه لبنان، والطبقة الفاسدة ما زالت تتحكّم بمفاصله، لقد حوّلوا الربيع خريفاً والامل يأساً وتلاشت الاماني الخاصة، نحن الامهات بات أملنا واحداً، ان يتخلّص لبنان من فساده ويسير في طريق الاصلاح من اجل مستقبل اولادنا لاننا لم نلدهم ونربّيهم بدموع العين كي يهاجروا، لكي نبقى نسمع كلمة كل عام وانت بخير يا امي”، مشدّدة على”اننا لن نترك الساحات وفي نهاية المطاف ستنتصر ارادة الشعب مهما طال ليل الظلم”.

الناشطة ريان كالو (33 عاماً) ام لثلاثة أطفال، لين (9 سنوات)، حلا (8 سنوات) ورياض (6 سنوات)، وهي مهندسة معدّات طبية في مستشفى صيدا الحكومي، تقول لـ”نداء الوطن”: “مع انطلاقة ثورة 17 تشرين سألتني ابنتي: نحن استطعنا أن نهزم الصهاينة ونطردهم فلماذا لا نستطيع محاربة اللصوص الذين يسرقون اموالنا؟ بكل بساطة الفاسد كالعميل… معادلة وعتها طفلة صغيرة”، قبل أن تضيف: “في وطن الكرامات المسلوبة والخيرات المنهوبة لا يمكننا الا أن نسعى لزرع الحق والعدالة كي يجني أبناؤنا ثمار هذه البذور، ولن يتحقّق ذلك الا من خلال ثورة عادلة برؤية واعية تقارع الفاسدين وتدحرهم كما دحر المقاومون الغزاة عن ارض الوطن… فلأجل ابنائي كانت صرختي وثورتي وانا مستمرة فيها حتى يتحقّق حلمنا جميعاً في لبنان وطن العدالة”.

محمد دهشة – نداء الوطن