الحكومة طارت… العقوبات قادمة… والبلد الى المجهول

الحكومة طارت… العقوبات قادمة… والبلد الى المجهول

- ‎فيالمحلية

كتب داني حداد في موقع mtv:

لم تستمرّ أمس الأحد الأجواء التفاؤليّة بقرب ولادة الحكومة أكثر من ساعات. وصلت الأجواء التفاؤليّة الى باريس وواشنطن، قبل أن تصل لاحقاً، وعبر اتصالات هاتفيّة متعدّدة المصادر من بيروت، معلومات عن عدول رئيس الجمهوريّة عن رأيه ورفض التوقيع على التشكيلة التي سيحملها إليه رئيس الحكومة المكلّف.

كان يفترض أن تولد اليوم حكومة العهد الرابعة. أعدّ مصطفى أديب تشكيلة مغايرة عن تلك التي يتسلّى بها البعض عبر تطبيق “واتساب”، ويُضيف إليها بعض المستوزرين أسماءهم. قرّر رئيس الجمهوريّة العماد ميشال عون عدم التوقيع على تشكيلة أديب، على عكس ما كان تبلّغ الإليزيه. السبب هو رفض الثنائي الشيعي السير بحكومة لا تمثيل لهما فيها، للمرّة الأولى منذ سنواتٍ طويلة، وفي توقيتٍ صعبٍ داخليّاً وإقليميّاً ودوليّاً.

سيطلب عون من أديب التريّث للمزيد من المشاورات. يعني ذلك، عمليّاً، أن لا حكومة في غضون الأيّام القليلة المقبلة. بعض “الواقعيّين”، كي لا نقول المتشائمين، يتحدّثون عن “تطيير” الحكومة الى أجلٍ غير مسمّى، وعن مرحلة صعبة تنتظر لبنان من الآن وحتى الانتخابات الرئاسيّة الأميركيّة، على أقرب تقدير.
وتتحدّث المعلومات، في هذا الإطار، عن أسبوعٍ حاسم جدّاً لبنانيّاً سيشهد أكثر من حدث، في أكثر من اتجاه:

الأول، داخلي يتمثّل بالمزيد من الاتصالات والمواقف، وسط ترقّب لموقف أديب وما إذا كان سيعلن انسحابه من التأليف، ما يعني انتقال البلد الى مرحلة صعبة ودقيقة.
الثاني، خارجي مع توقّع دخول روسي – إيراني على خطّ الاتصالات مع الفرنسيّين للوصول الى حلّ، وتجنّباً لردّة الفعل الفرنسيّة على عرقلة ولادة الحكومة.

الثالث، مصدره واشنطن حيث تفاجأت مصادر متابعة للشأن اللبناني في الإدارة الأميركيّة بتطورات الساعات الأخيرة في لبنان، الأمر الذي سيسرّع إصدار لائحة عقوبات جديدة تشمل شخصيّات لبنانيّة، بينهم سياسيّين ورجال أعمال. علماً أنّ مختلف المصادر في الإدارة الأميركيّة تتحفّظ عن ذكر الأسماء التي ستطالها العقوبات.

وعليه، يبدو لبنان متّجهاً نحو المواجهة بين فريقين. وهو ما سيسعى وليد جنبلاط الى تجنّبه من خلال لقاءاته في باريس التي وصل إليها مساء أمس. ولعلّ عدم ولادة الحكومة وضمان حصولها على الثقة سيعني، حتماً، الدخول في المجهول.

هي لعبة دوليّة لا يعرف أحدٌ كيف ستنتهي…