كتبت “العربية”: لا شك أن المهاجرين العالقين على الحدود بين بيلاروسيا وبولندا، يعانون ظروف إنسانية صعبة. فهؤلاء الذين أملوا في دخول أراضي الاتحاد الأوروبي من أجل حياة أفضل، باتوا عالقين هناك في خيام بظل درجات حرارة متدنية جداً، أدت لوفاة عدد منهم، كان آخرهم “جنيناً عراقياً”.
فخلال اليومين الماضيين، هزت صور مؤثرة لنعش جنين توفي على الحدود البولندية قبل أن يبصر النور، مشاعر العالم أجمع. ولا تزال صور نعشه الأبيض الصغير، التي تلخص المأساة والتي أثارت صدمة وحزناً شديدين، محفورة في أذهان العديد من العراقيين، بعد أن تداولوها بكثرة على وسائل التواصل الاجتماعي.
عمره 27 أسبوعاً
وهذا الجنين الذي لم يتخط عمره 27 أسبوعاً، هو ابن مهاجرة عراقية ولدته ميتاً بعد عبورها الحدود من بيلاروسيا إلى بولندا، وقد دُفن الثلاثاء بمقبرة بوهونيكي، حيث دفن قبله 3 مهاجرين آخرين من جنسيات مختلفة.
وشُيع الجنين إلى المقبرة، فيما غطى الثلج الذي انهمر لأول مرة هذا الموسم الحقول المحيطة. ووضعت على القبر لوحة بسيطة حملت اسمه: هليكاري داكر.والداه لم يحضرا الجنازة
فيما لم يحضر والدا الطفل الجنازة، فالأم ترقد بحالة خطيرة في المستشفى، والأب وأطفاله الخمسة يتواجدون بمركز للمهاجرين في مدينة بياليستوك القريبة.
وكان متطوعون بولنديون أنقذوا الأسرة في غابة على الحدود بالقرب من قرية ناريوكا في 12 تشرين الثاني. وقال بيوتر ماتيكي، أحد المتطوعين، لصحيفة غازيتا ويبوركا اليومية: “كان الأطفال يجلسون بهدوء وبصمت بجانب والدتهم التي لم تتوقف عن الصراخ. وكان الأب يفرك يديه ويطلب المساعدة”، مضيفاً: “كانت تعاني منذ يومين وهي مستلقية وتتقيأ الماء ولا تأكل أي شيء”
فيما نقلت سيارة إسعاف، الأم إلى المستشفى حيث أكد الأطباء وفاة الجنين.
وفاة ما لا يقل عن 11
يشار إلى أن ما لا يقل عن 11 شخصاً لقوا حتفهم على جانبي الحدود البولندية البيلاروسية منذ أن تجمع آلاف المهاجرين لمحاولة العبور إلى أوروبا خلال الصيف.
المصدر: العربية