بدء انتشار ظاهرة المبادلة في صيدا… “عرضت حذائي مقابل الحليب”

بدء انتشار ظاهرة المبادلة في صيدا… “عرضت حذائي مقابل الحليب”

- ‎فيأخبار صيداوية

تتشعّب الأزمة الإقتصادية والمعيشية، تتمدّد مثل الأخطبوط لتلتفّ حول أعناق اللبنانيين، وتشتدّ على أنفاسهم التي كادوا يلفظونها بعدما طالت مُختلف مرافق الحياة ولقمة عيشهم، وآخرها أزمة الغاز بعد الأدوية وقبلها الخبز والطحين واللحوم، وامتداداً الى الغلاء وارتفاع الأسعار والتلاعب بسعر صرف الدولار بشكل جنوني، حيث تجاوز الـ 8000 ليرة لبنانية.

وأكدت مصادر صيداوية لـ “نداء الوطن” أنّ حراك “صيدا تنتفض” يواكب كل الأزمات المعيشية اليومية باهتمام، ويدرس كل خياراته بدقّة، بعد تداخل القضايا المطلبية بالسياسية أو محاولة البعض استثمارها، ما دفع ناشطيه الى التريّث كثيراً قبل تنفيذ أي وقفات احتجاجية والتي باتت تخبو حيناً وترتفع احياناً، وترك الخيار لمجموعاته وناشطيه، لتقدير الموقف والتعبير عن الرفض كرسالة رمزية سلمية، تلافياً للغياب عن الساحات الأخرى، بينما تفاوتت التعليقات، إذ اعتبر البعض أن الأزمات المتتالية باتت مُفتعلة، والبعض “ترحّم على البلد الذي كان”.

ولمواجهة الأزمات والغلاء، بدأت تنتشر بين العائلات الفقيرة والمتعففّة، عبر مواقع التواصل الاجتماعي تحديداً، الإعلان عن عمليات المبادلة، حيث يعرض الإنسان ما يحتاج مُقابل تخلّيه عن شيء، وأكثرها يتعلّق بالحليب والطعام. وقال أحمد لـ”نداء الوطن”: “عرضت حذائي للمبادلة مُقابل حصولي على حليب لطفلي، صُرفت من العمل منذ بدء أزمة كورونا ولم أعد أملك المال الكافي لسدّ احتياجات عائلتي، الحياة صعبة جداً ولا تُطاق”.

ويُعلّق ناشطون على ظاهرة المبادلة بأنّها قد تكون سابقة لأوانها في انتشارها، ولكنها في الوقت نفسه، قد تتحوّل خياراً أخيراً وليس مزحة، وقد لا تجد بعض العائلات مفرّاً منها، في حال استمرّ تدهور الوضع المعيشي والإقتصادي أكثر، وتحدّثوا عن بيع بعض النسوة الحلى لشراء الطعام والشراب وعدم الشعور بالمذلّة.

الحاج “أبو علي” لم يستسلم لأي شيء، وقرّر أن يمضي في طريقه لكسب قوت يومه، يجرّ خلف دراجته الهوائية برّاداً غير صالح للإستخدام وسط الشارع الرئيسي في صيدا، في مشهد غير مألوف، بعدما وجده مُلقى بالقرب من احد المنازل، يؤكّد “انّ الأزمة الإقتصادية دفعته الى زيادة ساعات العمل كي يؤمّن ثمن قوت يومه”، قبل أن يستدرك “لم تعد الناس تتخلّص من الكثير من الاغراض او تلقيها”. ويضيف ابو علي مُمازحاً، وهو الذي اعتاد على جمع الخردة كل يوم من احياء المدينة المترامية، “ما وجدته اليوم يُعتبر كنزاً، قياساً على الخردة التي باتت مُلقاة منذ اربعة أشهر وما يزيد، الغلاء يدفع الناس الى التشبّت بأغراضها مهما كانت قديمة وإصلاح اي منها في حال طرأ عطل عليها، لم يعُد بمقدورها شراء الجديد منها، ونشكر الله على كل حال”.

تربوياً، أكدت رئيسة لجنة التربية والثقافة النيابية النائبة بهية الحريري، خلال سلسلة اجتماعات تربوية عقدتها في مجدليون أنّ العمل حالياً يتركّز على كيفية انهاء العام الدراسي بشكل يحفظ قطاع التعليم في لبنان ويحفظ التوازن بين الرسمي والخاص، ويلحظ المتغيرات، وفي مقدّمها طريقة التعليم اذا كان سيعود تعليماً مباشراً في الصفّ أم عن بعد، أم يجمع بين هذا وذاك، وما يجب اتّخاذه من خطوات لمعالجة المشكلات التي يُمكن ان تواجه المدارس الخاصة.

محمد دهشة – نداء الوطن