بعد انفجار عين قانا.. أسئلة برسم ! ‏

بعد انفجار عين قانا.. أسئلة برسم ! ‏

- ‎فيالمحلية

يبدو أنّ مرحلة جديدة بدأت تطبع اللبنانيين، مرحلة الفوضى الأمنية التي تؤكّد انكشاف الأمن ‏القومي اللبناني بشكل كامل، وغياب تام للدولة اللبنانية ودورها، إضافة إلى دور «حزب الله» ‏الذي بات سلاحه غير الشرعي يشكّل خطراً أكثر من اي وقت على حياة اللبنانيين وتركيبة لبنان ‏السياسية والاقتصادية والمالية والعسكرية…‏

وقع انفجار كبير في بلدة عين قانا الجنوبية، تضاربت المعلومات بشأنه، وسط تكتم رسمي من ‏قِبل «حزب الله»، الذي تحدثت مصادر قريبة منه لوكالة «فرانس برس»، عن أنّ المكان الذي ‏وقع فيه الانفجار «يتبع له وهو حادث عرضي». وأشارت رواية المصادر، إلى أنّ الانفجار ‏وقع في مركز لتجميع مخلّفات قذائف حرب تموز 2006. ‏

وقال أحد سكان قرية عين قانا الجنوبية للوكالة «إنّه مركز للحزب على شكل منزل»، مشيراً ‏إلى أنّ عناصر من الحزب فرضوا طوقاً أمنياً على المكان الذي هرعت إليه سيارات الإسعاف. ‏اضاف: «اهتزت القرية بنا تماماً»، مشيراً إلى تضرّر مبانٍ في محيطه. ‏

وفيما اشار مصدر أمني لوكالة «رويترز»، الى انّ الانفجار وقع في مخزن أسلحة لـ«حزب ‏الله» نتيجة خطأ فني، افاد مندوب «الوكالة الوطنية للاعلام» انّ الانفجار الذي وقع في احد ‏المنازل في بلدة عين قانا، ولم تعرف اسبابه، تزامن مع تحليق مكثف للطيران الحربي والتجسسي ‏المعادي، الذي لم يغادر اجواء منطقتي النبطية واقليم التفاح منذ الصباح. ‏

ونتج من الانفجار تصاعد دخان اسود كثيف غطّى سماء المنطقة، واشاع اجواء من الاضطراب ‏والهلع لدى المواطنين، واقتصرت اضراره على تصدّع بعض المنازل وتحطّم الزجاج. ‏

الىذلك، ذكرت معلومات عن نقل جثتين متفحمتين من مكان الانفجار وعشرات السيارات محترقة ‏في المكان، فيما منع «حزب الله» الأهالي من الخروج من منازلهم، وسمح فقط للهيئة الصحية ‏بالحضور الى المكان، فيما لم يكن هناك اي حضور للأجهزة الأمنية اللبنانية الرسمية في مكان ‏الانفجار، كما مُنعت الأطقم الاعلامية من الوصول أيضاً إلى المكان.‏

بيان قيادة الجيش ‏

وأعلنت قيادة الجيش في بيان، أنّه «بتاريخ 22 /9 /2020 حوالى الساعة 15.00 وقع انفجار ‏في أحد المباني في بلدة عين قانا – إقليم التفاح، وعلى الفور حضرت إلى المكان قوة من الجيش ‏وباشرت التحقيقات في أسباب الانفجار». ‏

وفي متابعة لما حصل في عين قانا، أشار عدد من الخبراء العسكريين لـ«الجمهورية»، إلى ‏استبعاد عنصر الصدفة جراء الانفجار، خصوصاً أنّه تزامن مع وجود طيران اسرائيلي قبيل ‏وبعد الانفجار في أجواء الجنوب، ما يفسّره الخبراء الى احتمال ان يكون هناك عدوان اسرائيلي ‏على لبنان، في ظلّ ما يُسمّى بـ«الحروب الصغيرة»، والتي تتمثل باستهداف مراكز قتالية، او ‏أسلحة وعتاد، وغيرها للعدو. ‏

ويضع الخبراء العسكريون الانفجارات المتكررة في لبنان، من انفجار المرفأ في 4 آب، إلى ‏انفجار عين قانا، من ضمن سلسلة الانفجارات المتكررة في ايران وسوريا، والتي تعبّر عن ‏حرب بين ايران واسرائيل على الأرض اللبنانية.‏

‏ ويشير مصدر سياسي، إلى أنّ انفجار عين قانا يطرح أسئلة عدّة، على الحزب أن يجيب عنها، ‏أبرزها، لماذا هناك مستودعات اسلحة في مناطق سكنية؟ ‏

لماذا امتناع «حزب الله» منذ انفجار 4 آب عن اتهام اسرائيل، فيما الروايات تحدثت في انفجار ‏‏4 آب، وفي انفجار عين قانا عن وجود تحليق للطائرات الاسرائيلية قبيل الانفجارين؟

‏ هل تعترف الدولة بعجزها امام «حزب الله»؟ ولماذا الأجهزة الأمنية اللبنانية عاجزة عن ‏الدخول الى المناطق التي تُعتبر أمنية للحزب؟ والى متى سيبقى اللبنانيون رهائن للصراع الذي ‏تخوضه ايران في المنطقة؟

الجمهورية