كتبت السيّدة جيني شامي على صفحتها على فايسبوك:
“يلي قطع عليّي مبارح .. مش عايشي مثله بحياتي ..
جدي .. يلي نصاب بكورونا .. قشط معو الاوكسيجين ل ٥٥٪ وصار بحاجة ماسة للمستشفى ..
طبعاً حكينا الصليب الاحمر يلي جداً مشكور عكل شي عملو معنا، وبأسرع ما فيهن اجو ورحنا عمستشفى الروم لانو جدي بيتو بوجّ باب الطوارئ ..
عالوصلة .. بيجي الطبيب المسؤول وبيعرف انو جدي عمرو ٨٦ سنة .. ورغم حالتو الحرجة جداً رفض يستقبلو .. ولا حتى يعملّو الاسعافات الاوليّة باي شكل من الاشكال .. وبرضو تشارعنا مع الحكيم وخبرو المسعفين قديش الوضع حرج .. ورفض ادخالو عالمستشفى .. بكل برودة أعصاب ..
ركضنا في على مستشفى رزق .. كانو مسكرين بوابة الطوارئ وما قبلو يفوت المريض كمان ..
لحدّ ما المسعفين، بيفتحو باب سيارة الاسعاف وبنزلو جدي قدام المستشفى .. على البوابة ..لانو حالتو حرجة جداً وما بهدّي بقا عالطريق .. ولانو ولا مستشفى ولو برمنا لبنان كلو حتقبل تستقبلو ..
نزّلو جدي وفلّو وبعد ما شافو اللي بالمستشفى انو جدي صار عالطريق .. بيفتحو البوابة وبتجي الممرضة وبتقلنا نحنا ما فينا ندقّ بالمريض رجعو خدو لغير محلّ ..
وطبعاً بعد شريعة طويلة عريضة .. بتقلنا انو هيدا قرار من ادارة المستشفى .. وهيي مش بإيدا الموضوع ..
وبهالوقت حالتو تدهور اكتر واكتر .. صرنا نركض لنأمنلو اوكسيجين لجدي .. وهونيك أحلى شي .. الشعب يلي ما خرجو يتسمى شعب .. وما فيو شلش الضمير والدماغ .. بلّشت التجارة والاسعار الحلوة كتير وشرط الكاش دولار ويا مين بزيد .. لاضمير ولا انسانية .. سوق تجارة بالارواح .. ما شفت متلو بحياتي ..
المهم .. أمننا الاوكسيجين من ناس بيعرفو قيمة الانسان .. وإجو من آخر الدنيي جابولنا ياها ..
وجدي وضعو بعدو عم يتدهور.. تحننت علينا ممرضة .. ما بعرف كيف بيوم عوّضلا .. وإجت وحطّت جدي تحت خيمة بساحة المستشفى ومدتلو الاوكسيجين .. بس ما فيها تعمل اكتر من هيك وشدّدت انو ادارة المستشفى طلبت منا نقل المريض بالسرعة القصوى لانو بحاجة لعناية فائقة وهني ما عندن محّل لإلو ..
وصرنا ندقدق لكل مخلوق معقول يساعدنا بأي طريقة .. من اطباء لاصحاب مستشفيات .. حتى وصلنا لوزير الصحة .. وما حدا قدر يساعد بولا شي ..
وبهالوقت .. ٤-٥ ساعات بالهوا الطلق والسقعة .. تحننت علينا طبيبة .. بدعيلا من كل قلبي .. وطلبة يمدولو كهرباء لجدي عالطريق ليحطولو اوكسيجين اقوى لانو ما عم يقدر يتنفّس .. وصارت تدقدق معنا عمستشفيات تنجرب نلاقيلو محّل ..
كل ما نعرف انو في محل بمستشفى الفلان ندق وأول ما يعرفو عمر جدّي يقولولي ما في غرف .. للأسف ..
والأحلى انو في مستشفى لا بلّ مركز مزايدة .. اسمو مستشفى الشرق الاوسط .. قال عندن محّل .. بس بدن شيك مسبّق بقيمة ٢٠ مليون ليرة كبداية “فرق ضمان”!!! يلي ما بعرف كيف حسبو اصلاً والمريض بعد ما شافو!طلعت إمي ركض لعندن لتعطيهن شيك .. بس طلع ما “افتتحوا” بعد قسم العناية الفائقة للكورونا .. وما بعرف شو ناطرين بعد!وما قبلو يفوتو جدي لأنو بحاجة لعناية فائقة ..
ولأنو الممرضين ما ملحقين، لبست تيابن وحميت حالي قدّ ما فيي .. وصرت ساعد جدي بيلّي قادرة ساعدو في ..
بعد ٧ ساعات .. عالطريق .. وجدّي حالتو حرجة كتير .. منلاقي محّل لجدي بمستشفى تبنين الحكومي باقصى الجنوب .. طلبت سيارة اسعاف لإنقلو حتى لو في خطر عليه لانو الطريق بدها ساعتين ..
وبأعجوبة .. بتطلع الطبيبة ذاتها .. اللي الله يوجهلها كل الخير .. راكضة لعندي وانا فارطة .. عم تصرخلي فضيِت غرفة عنا ورح نفوتو !!!!!
والحمدالله عالساعة ٢ وجّ الصبح .. جدي فات عالمستشفى بحالتو الحرجة .. بفضل هيدي الطبيبة وهالممرضة يلي الله بعتلنا ياهن!
ورغم انو حالة جدي كتير حرجة .. بس هالتنين ملايكة .. ما رح انسالن فضلن علينا كل حياتنا ..
يا جماعة .. ما بعرف وين بعدنا واصلين …
المرضى عالطرقات .. وبعد في مستشفيات عم تاجر! وبالها بالمصاري ! بعد في مستشفيات ناطرة للجمعة الجايي لتفتتح غرف الكورونا! وفي مستشفيات قادرة تستوعب مرضى بس اخدت قرار انو كل حدا كبير بالعمر ما تستقبلو وتخلي يموت بالبيت ..
والأضرب .. انو بعد في عالم بلا مخّ عم تستغلّ مرض غيرها وحاجتو الماسة لاوكسيجين لتّاجر عحساب صحّتو .. كل همّا المصاري .. والربح والتجارة!!! عالم بلا انسانيّة .. عالم مش عالم!
ما بعرف .. لوين واصلين بعد …
بس يلي بعرفو .. انو هيدي بعدها البداية ..
وانشالله كل شخص بيقرا اللي كتبتو .. يحطها على حالو .. ويوقّف استغلال مصيبة العالم !!! ويرجع على انسانيتو ويخاف ربّو ..
الله يسامح كلّ شخص كان قادر يعمل شي وما عمل .. ولو بنقطة زغيرة من البحر .. ويوعّي هالضمير النايم عند كتير من الناس اللي صارو عم يتاجرو بالأرواح ..
شو خلوني إفقد ايماني انو كل انسان عندو ولو ذرّة انسانية ..جوا جوا ..
وكتّر خير الله بعتلنا هالملايكة الاثنين ..
وما عنا بقا غير الصلاة الصلاة لمرضى الجسد .. والصلاة الاكبر لمرضى الروح والضمير .. الله لا يجرّب حدا ..
صلّولو ..