خلافات ‘فتحاوية’ تؤجل وقف إطلاق النار بمخيم عين الحلوة

خلافات ‘فتحاوية’ تؤجل وقف إطلاق النار بمخيم عين الحلوة

- ‎فيأخبار صيداوية

بعد فشل المساعي الهادفة للتوصل لوقف لإطلاق النار في مخيم عين الحلوة، في ظل استمرار الاشتباكات بين حركة فتح ومجموعات إسلامية مسلحة داخل المخيم، على خلفية اغتيال مسؤول الأمن الوطني لفتح في منطقة صيدا، اللواء أبو أشرف العرموشي، مع خمسة من مرافقيه، يبدو أن المخيم سيشهد ليلة حامية أخرى من الاشتباكات، التي ارتفعت وتيرتها اليوم بشكل ملحوظ، وتركزت على مختلف محاور المواجهة في المخيم، من شماله إلى جنوبه، ومن شرقه إلى غربه إلى وسطه، في وقت بات واضحاً أن كلا الطرفين عاجز عن إحراز أي تقدم أو اختراق يمكن أن يقوده إلى تحقيق أي إنجاز ميداني.

بيان لم ينفع
فرغم الدعوات والاجتماعات الهادفة لوقف اطلاق النار، وآخرها اجتماع هيئة العمل الفلسطيني المشترك، عقد في مكتب النائب أسامة سعد في صيدا، وشارك فيه ممثلون عن الفصائل الفلسطينية، بما فيها فتح التي تمثلت بأمين سر الساحة اللبنانية فتحي أبو العردات، وعن أحزاب لبنانية، وانتهى إلى بيان ختامي تلاه سعد، أكد على ضرورة وقف إطلاق النار وسحب المسلحين والتحقيق بعملية الاغتيال فوراً، وتسليم كل من له علاقة بها. إلا أن هذا البيان لم يلق آذانا صاغية في صفوف بعض قياديي وعناصر فتح الميدانيين، الرافضين لوقف اطلاق النار،. فغطت أصوات القذائف والرصاص على الأصوات المطالبة بذلك، حتى أنه وبالتزامن مع تلاوة سعد للبيان كانت حدة الاشتباكات ترتفع من جديد في المخيم، ويطال بعض قذائفها ورصاصها الطائش أحياء ومناطق في مدينة صيدا.

وبسبب هذا الإنقسام الفتحاوي حيال وقف النار (بين القيادة وبين الكوادر العناصر الميدانيين التابعين سابقاً للواء العرموشي)، وأمام وصول المساعي المبذولة حتى الآن إلى حائط مسدود، تتجه فاعليات مدينة صيدا السياسية والروحية لإعلان موقف حازم للمدينة رفضاً لما يجري في عين الحلوة. وذلك خلال اجتماع تقرر عقده بدعوة من مفتي صيدا وقضائها الشيخ سليم سوسان عند الثانية عشرة من ظهر الثلاثاء في دار الإفتاء في المدينة.

تشييع العرموشي وتعيين البديل
إلى ذلك شيعت منظمة التحرير الفلسطينية وحركة فتح وقوات الأمن الوطني ” اللواء العرموشي ورفيقه موسى فندي ” مساء الاثنين في مخيم الرشيدية في منطقة صور . على أن يتم تحديد موعد ومكان تشييع المرافقين الثلاثة الآخرين للعرموشي في وقت لاحق.

وسبق ذلك صدور قرار تنظيمي سريع ولافت عن قيادة فتح والأمن الوطني، تمثل بتعيين أبو أياد شعلان قائداً للأمن الوطني الفلسطيني في منطقة صيدا، خلفاً للعرموشي. علماً أن شعلان يشغل حالياً مهام مسؤول حماية تنظيم فتح في لبنان. وكان سابقاً امين سر اللجان الشعبية لمنظمة التحرير في لبنان.

موقف “حماس”
وبالتوازي، وفي أول بيان رسمي يصدر عنها، تعليقاً على ما يحصل في مخيم عين الحلوة، أعلنت حركة المقاومة الإسلامية–حماس أنها تتابع “بمسؤولية وطنية، وقلق بالغ التدهور الأمني الخطير الحاصل في مخيم عين الحلوة في لبنان، وما نتج عنه من ضحايا وجرحى وترهيب لأهلنا اللاجئين وتشريد الكثير من العائلات خارج منازلها نتيجة الاشتباكات”. مؤكدة موقفها “الثابت برفض الاحتكام للسلاح في حل الإشكالات والخلافات، لما له من تداعيات خطيرة على السلم الأهلي في المخيمات وفي لبنان الشقيق”. 

وأشار البيان إلى أن حماس “شاركت بقوة منذ يوم أمس في إطلاق مبادرات وطنية لوقف الاشتباكات في المخيم والدعوة لتشكيل لجنة تحقيق للنظر في مسببات الأحداث، ولوضع النقاط على الحروف بتحديد المسؤوليات والمحاسبة، حقناً للدماء وحفاظاً على شعبنا في المخيمات، ولحماية السلم الأهلي الفلسطيني واللبناني”. مجددة “تأكيد التعاون مع كل القوى والفصائل الفلسطينية والجهات المعنية في الدولة اللبنانية، للعمل على وقف الاشتباكات وتطويق الأزمة الجارية لتفويت الفرصة على المتربصين بالوجود الفلسطيني المؤقّت في لبنان، وللحفاظ على البوصلة الوطنية نحو فلسطين بعيداً عن أية أجندات مشبوهة” . 

وكانت القوى الإسلامية في مخيم عين الحلوة أكدت على ما توصّلت إليه هيئة العمل الفلسطيني المشترك من وقفٍ فوريٍّ لإطلاق النار وسحبٍ للمسلّحين،وتشكيل لجنة تحقيق تكشف المتورّطين في كل ما حصل، وتسلِّمهم للسلطات الرسمية المختصّة. وأدانت الاستمرار في إطلاق النار على الآمنين وعلى المنازل وعلى دور العبادة، من أي طرف، كائناً من كان. وجددت الحرص على أمن واستقرار المخيم والجوار، ورفض الإضرار بصيدا والجوار وتعريض حياة الناس للخطر، مؤكدة الاستمرار في السعي لتهدئة الوضع ووقف إطلاق النار، وإعادة الوضع إلى ما كان عليه، بالتعاون مع الحريصين. كما أدانت جرائم القتل التي حصلت مؤخرا، بدءا من عملية قتل عبد فرهود، إلى العميد أبو أشرف العرموشي ومرافقيه.

المدن