في لبنان : “زينب” غلبتها الكورونا ..والدها : “الغالي راح وما بقى ينفع الحكي”

في لبنان : “زينب” غلبتها الكورونا ..والدها : “الغالي راح وما بقى ينفع الحكي”

- ‎فيالمحلية

لم تكن المعلمة زينب نجيب، ابنة الـ34 عاماً تعرف أن شكوكها في الإصابة بفيروس كورونا سيكون حقيقة وأن الفحص الأول لصديقتها في التعليم كان انذاراً خاطئاً. لم يكن أحد يتصور أن معركتها مع كورونا ستكون خاسرة، خصوصاً أنها لم تكن تعاني بداية من عوارض شديدة أو مقلقة.
هذا الفيروس الذي مضى على وجوده أكثر من عامين، ما زال غامضاً في تفاعله مع كل جسم، ما جرى مع زينب من بلدة عيترون الجنوبية مؤلم وحزين، كانت تحب عملها قبل أن يخطفها من حضن عائلتها ومحبيها.
انتشرت صورتها على مواقع التواصل الاجتماعي وتعددت الروايات، بعضهم قال إنها التقطت العدوى من طلابها الصغار قبل أن تنقلها بنفسها إلى عائلتها، فيما البعض الآخر يرجح اصابة زميلتها بالفيروس قبل أن تؤكد اصابتها.
يروي والدها نجيب عباس بيضون : أنّ “صديقتها في المدرسة كانت تعاني الرشح وكانت الأقرب إلى زينب، وبعد إجراء فحص الـPCR جاءت نتيجتها سلبية. في الوقت نفسه، بدأت زينب تظهر عليها بعض العوارض من سعال خفيف وحرارة بسيطة. قررت صديقتها إعادة الفحص من باب الحيطة والاطمئنان، لتتفاجأ أن نتيجتها إيجابية”.
هذه الحقيقة كانت بمثابة صفعة قوية لزينب، كان الخوف والتوتر يسيطران عليها، وبعد أن ثبت أنها مصابة بالفيروس بدأت قصة أخرى. لم تكن عوارضها شديدة، كانت مقبولة إلا أن الخوف والاضطراب مما قد تؤول إليه الأمور كانا بمثابة عدوها الأول، وفق والدها.
ويضيف والدها: “بقيت زينب 5 أيام في المنزل تتلقى العلاج قبل أن نقرر نقلها إلى المستشفى لأنها لا تتحسن، لم تكن تتجاوب كثيراً مع العلاجات المنزلية إلا ان عوارضها لم تكن حادة. وبعد أسبوع، عانت من ضيق في التنفس وكشفت الصورة الشعاعية التهاباً في الرئة”. ولا يخفي والدها أن “حالتها كانت متقلبة، تظهر تحسناً قبل أن تتراجع صحتها، وبرغم من العلاجات التي اعطيت لها إلا انها لم تتجاوب كما يجب. عوامل كثيرة لعبت دوراً ومنها العامل النفسي، كان الخوف يسيطر عليها ولم يكن جسدها يتجاوب مع الأدوية وكانت النتيجة أنها أسلمت الروح وتركنا نبكي رحيلها بحرقة وألم”.
ويؤكد والدها أن “ابنته لم تكن تعاني مشاكل صحية وكانت حذرة وملتزمة بالاجراءات الوقائية، لقد قيل الكثير عن كيفية التقاطها العدوى لكن ما نعرفه أنها لم تصب بالفيروس من طلابها. وفي النهاية مهما كان السبب، ابنتي الغالية توفيت، “الغالي راح وما بقى ينفع الحكي”. كانت تحب مهنتها وتحب الاهتمام بالزهور واليوم حلقت بعيداً مخلفة وراءها عائلة ومحبين مفجوعين على رحيلها القاسي”.

النهار