لبنان والسعودية: زيارة رئاسية مفصلية لرسم مستقبل العلاقات وإعادة الإعمار..بقلم محمد غزالة

لبنان والسعودية: زيارة رئاسية مفصلية لرسم مستقبل العلاقات وإعادة الإعمار..بقلم محمد غزالة

- ‎فيUncategorized




محمد غزالة – رئيس تحرير شبكة الزهراني الإخبارية | ZNN


يستعد الرئيس اللبناني جوزاف عون لزيارة المملكة العربية السعودية قبيل مشاركته في القمة العربية التي ستُعقد في القاهرة، في خطوة تحمل دلالات سياسية واقتصادية بالغة الأهمية. تأتي هذه الزيارة في أعقاب نيل الحكومة اللبنانية الجديدة الثقة في المجلس النيابي، مما يعكس توجهاً جديداً نحو تعزيز الاستقرار الداخلي والانفتاح على الشركاء الإقليميين، وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية.

دور المملكة في دعم لبنان
لطالما شكلت المملكة العربية السعودية ركيزة أساسية في دعم لبنان على مختلف المستويات، سواء من خلال المساعدات الاقتصادية أو عبر الجهود السياسية المبذولة لضمان استقرار البلاد. ففي المراحل المفصلية من تاريخ لبنان، كانت الرياض حاضرة بمبادراتها ومساندتها للمؤسسات اللبنانية، لا سيما بعد الأزمات المتتالية التي عصفت بالبلاد، من الأزمات السياسية إلى التدهور الاقتصادي الحاد.

كما لعبت المملكة دوراً محورياً في دعم مساعي التسوية السياسية اللبنانية، وعملت على تسريع الاستحقاقات الدستورية، من انتخاب رئيس للجمهورية إلى تشكيل الحكومة، إيماناً منها بأهمية استقرار لبنان كجزء من استقرار المنطقة.

فتح أبواب لبنان أمام الخليجيين
أحد الجوانب التي يُنتظر أن تشكل محوراً مهماً في زيارة الرئيس جوزاف عون هو إعادة إحياء العلاقات الاقتصادية والسياحية بين لبنان ودول الخليج، ولا سيما المملكة العربية السعودية. فبعد فترة من التوترات التي أثرت على العلاقات بين البلدين، يعود المشهد اليوم إلى أجواء أكثر إيجابية، مع بوادر لتحفيز عودة السياح والاستثمارات السعودية والخليجية إلى لبنان.

لطالما كان الخليجيون، وخصوصاً السعوديون، من أبرز المساهمين في الاقتصاد اللبناني، سواء عبر الاستثمارات في قطاعات حيوية كالعقارات والمصارف، أو من خلال السياحة التي كانت تشكل مورداً أساسياً للبلاد. وعليه، فإن الزيارة المرتقبة قد تمثل فرصة لتأكيد الحرص على تعزيز العلاقات الاقتصادية وفتح صفحة جديدة في التعاون الثنائي.

السعودية وإعادة إعمار لبنان
لم تتوانَ المملكة العربية السعودية عن الوقوف إلى جانب لبنان في المحطات الأكثر صعوبة، وخصوصاً عقب الاعتداءات الإسرائيلية التي دمرت البنية التحتية اللبنانية، حيث كانت من الدول الداعمة لمشاريع إعادة الإعمار والمساهمة في تحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية. واليوم، ومع استمرار الاعتداءات الإسرائيلية على بعض المناطق الجنوبية، يشكل الدعم السعودي عاملاً جوهرياً في مساعدة لبنان على تعزيز صموده في مواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية.

التوقعات من الزيارة
تتزامن زيارة الرئيس جوزاف عون مع استمرار إسرائيل في احتلال خمس نقاط حدودية جنوبية، مما يجعل الملف الأمني حاضراً بقوة في النقاشات الثنائية. ومن المتوقع أن تتناول المباحثات كيفية تعزيز التعاون الأمني والدبلوماسي لمواجهة التحديات الإقليمية.

كما يُنتظر أن تشهد الزيارة محادثات حول آفاق التعاون الاقتصادي، لا سيما في ظل الحاجة اللبنانية الملحة إلى استثمارات تساعد على النهوض بالاقتصاد المتعثر، وعودة العلاقات التجارية والسياحية إلى سابق عهدها.

في المحصلة، تشكل زيارة الرئيس جوزاف عون إلى المملكة العربية السعودية محطة استراتيجية على طريق إعادة ترتيب الأولويات اللبنانية، بما ينسجم مع تطلعات الشعب اللبناني إلى الاستقرار والنهوض الاقتصادي، ويعيد لبنان إلى موقعه الطبيعي في الخارطة العربية والدولية.