
أعلنت المصلحة الوطنية لنهر الليطاني أن الجهات المعنية بالتعاون مع بلدية جزين بادرت الى ضبط وتفكيك الأجهزة في محلات التعدين التي تستعمل للعُملات المشفّرة، بعد تعدّيات على شبكة الكهرباء.
وعملية تعدين العملات المشفرة، تتم خلال عملية معقدة، تحتاج الى استهلاك عالٍ من الكهرباء، وهي قضية جرت مكافحتها في الصين وإيران وأوكرانيا ودول أخرى في شرق آسيا أخيراً، بالنظر الى نشاطها غير القانوني.
والتعدين، هو عملية إنشاء عملة جديدة باستخدام أجهزة الكومبيوتر لحلّ الخوارزميات، وفك الشيفرات الرياضية المعقدة. ويقوم مستخدمو “بيتكوين” الذين تُطلق عليهم مجازاً تسمية “عمّال المناجم”، بعملية حفظ البيانات وعمليات التداول وتسجيلها في سلاسل محاسبية تسمى كل منها “بلوك شاين”.
ويستخدم العاملون في التعدين، معدات كومبيوتر قوية مثل GPU (وحدة معالجة الرسوم) أو، بشكل أكثر واقعية، دائرة متكاملة خاصة بالتطبيقات، والتي يمكن أن تتراوح قيمتها من 500 دولار إلى عشرات الآلاف. وتحتاج هذه السلسلة الى كميات هائلة من الطاقة تشغل الحواسيب المرتبطة ببعضها البعض، لكن مردودها المادي عالي جداً، ويصل الى ربع سعر العملة الرقمية “بيتكوين” الذي يناهز الـ40 ألف دولار الآن.
وفي ظل انقطاع التيار الكهربائي عن عموم لبنان ساعات طويلة، بدا أن هناك نشاطاً قوياً لتعدين البيتكوين في منطقتي جزين والشوف، حيث يستفيد عاملو المنجم الافتراضي من توافر الكهرباء أطول مدة زمنية، وتُتنج من المحطات الكهرومائية على نهر الليطاني.
وقالت المصلحة الوطنية لنهر الليطاني اليوم إنه “بناء على كتب المصلحة إلى الجهات المعنية التي طالبت بإزالة التعديات على شبكات التوزيع وسرقة الكهرباء في مناطق جزين وإقليم التفاح والشوف وجوارها المستفيدة من محطة الأولي، خاصة محلات التعدين التي تستعمل للعملات المشفرة نظراً لعدم شرعيتها ولاستهلاكها الكثير من الطاقة الكهربائية”، و”في ظل التعديات على شبكات التوزيع وسرقة الكهرباء في القرى والبلدات المغذات من خطوط التوتر المتوسط في محطة الاولي”، بادرت الجهات المعنية بالتعاون مع بلدية جزين الى ضبط وتفكيك الاجهزة في محلات التعدين التي تستعمل للعملات المشفرة مما سيسهم في خفض حمولة الخط رقم 1.
1⃣بناء على كتب المصلحة إلى الجهات المعنية التي طالبت بإزالة التعديات على شبكات التوزيع وسرقة الكهرباء في مناطق جزين وإقليم التفاح والشوف وجوارها المستفيدة من محطة الأولي، خاصة محلات التعدين التي تستعمل للعملات المشفرة نظراً لعدم شرعيتها ولاستهلاكها الكثير من الطاقة الكهربائية، pic.twitter.com/Xx2jbuSaTh
— Litani River Authority (@LRALitani) January 12, 2022
وأصدر اتحاد بلديات منطقة جزين بياناً تعليقاً على بياني مؤسسة كهرباء لبنان ومصلحة الليطاني، وأكد أنه “ليس هنالك من تعدٍ أو سرقة كهرباء في مناطقنا، حتى آلات التعدين التي كانت عاملة كان عددها متواضعاً ولا يؤثر في الشبكة وذلك قبل قرار النيابة العامة المالية بإيقافها”.
وطلب الاتحاد “من المعنيين في مؤسسة الكهرباء والقوى الأمنية تطبيق الأمر نفسه المطبق في منطقة جزين في المناطق المجاورة، ومنع التعديات على الشبكة وسرقة الكهرباء ووقف التعدين”، مشدداً على “أننا لن نسكت عن أي تمييز في هذا الأمر”.
وقال إن “بيان المصلحة كان واضحاً من ناحية مصادر المياه لتغذية معامل الانتاج الكهرومائية (شلالات جزين ونبع الزرقا) وبالتالي فإن منطقة جزين الإدارية كاملة لها الأحقية في الاستفادة من الكهرباء المنتجة من المعامل الكهرومائية ومن غير المقبول ضم مناطق جديدة مما يؤدي الى انهيار الشبكة كلياً”.
المدن