أميركية من أصل عربي، اسمها Mariam Taha Thompson وعمرها 61 سنة، مثلت أمس الأربعاء أمام محكمة في واشنطن وجهت إليها تهمة التجسس لصالح لبناني مرتبط بحزب الله، اعتقلها FBI في 27 فبراير الماضي بمنشأة عسكرية أميركية في مدينة “أربيل” بكردستان العراق، حيث كانت تعمل مترجمة بموجب عقد، وورد عبر الوكالات نقلا عن بيان لوزارة العدل الأميركية، أنها “تدرك سبب اعتقالها وتتعاون مع التحقيق، وأقرت بنقلها معلومات سرية إلى رجل مرتبطة به عاطفياً” على حد ما تلخص “العربية.نت” الوارد بموقع صحيفة يصدرها الجيش الأميركي خارج الولايات المتحدة، هي Stars and Stripes المتاحة في 3 إصدارات مختلفة حول الشأن الأوروبي والشرق أوسطي والمحيط الهادي.
في تقريرها عن تومبسون، نقلت الصحيفة قول المعتقلة لممثلي الادعاء، إنها لم تكن تعلم بأن اللبناني الذي ارتبطت به عاطفيا، هو على علاقة بحزب الله، بل كانت تعتقد أنه مرتبط بحركة “أمل” اللبنانية، برغم أنها قالت فيما بعد إن الحزب والحركة “شيء واحد” وقالت أثناء التحقيق معها: “لا. أنا لا أعرف شيئا عن حزب الله. أنا أكره حزب الله” وهو ما ورد أيضا في إفادة خطية منها، وصفت فيها أعضاء الحزب المصنف أميركيا كإرهابي، بأنهم “إرهابيون (..) يمكنهم الوصول إلى أي كان مثل الأخطبوط” وهو ما نجده في الفيديو المعروض أدناه.
“مندسة تحت فراش سريرها”
في الإفادة اعترفت تومبسون أيضا، أنها ألمت بمعلومات سرية، جمعتها من خلال حفظها غيبا ثم كتابتها وإرسالها عبر تطبيق بث المقاطع المصورة في هاتفها المحمول، حيث تظهر لقطة لشاشة واحدة في الهاتف، محادثة بالفيديو رصدها FBI بطريقته، تظهر فيها وهي تعرض لمحبوبها اللبناني مذكرة باللغة العربية تصف فيها التقنية التي يستخدمها أحد المخبرين الأميركيين لجمع المعلومات.
https://youtu.be/cimXtq9UStw
ويبدو أن مريم طه تومبسون عربية الجنسية، متزوجة من أميركي اكتسبت منه اسمها الأخير، وكانت مقيمة في مدينة Rochester بولاية “مينيسوتا” الأميركية قبل عملها في العراق، طبقا للوارد عنها بموقع وزارة العدل الأميركية، ونقلها “أف.بي.آي” الى واشنطن بعد اعتقالها الأسبوع الماضي، حيث مثلت أمام محكمة اتهمتها بما عقوبته السجن مدى الحياة. أما اللبناني الذي ارتبطت به عاطفيا، فبحثت “العربية.نت” في عدد كبير من المواقع الإعلامية الأميركية سعيا وراء المعلومات بشأنه، ولم تجد ما يلبي الفضول. كما أن FBI ووزارة العدل الأميركية، وأيضا ممثلي الادعاء، لم يفرجوا عن اسمه ولا مكان إقامته بعد.
وكل ما قامت به تومبسون من 30 ديسمبر إلى 10 فبراير الماضيين، هو الوصول مرارا إلى 57 ملفا عن 8 مخبرين حكوميين، فعلمت أسماءهم وصورهم، كما وكابلاتهم المفصلة معلومات قدموها إلى الحكومة الأميركية عبر التواصل الاستخباراتي “وأرسلتها الى متآمر كانت على علاقة به رومانسية” في اشارة الى من عشقته وتجسست من أجله، وهو اللبناني المرجح أنه مقيم في لبنان.
لذلك اللبناني “قريب يعمل بوزارة الداخلية اللبنانية، له صلات واضحة بحزب الله” وفقا لما ورد في موقع Politico الاخباري الأميركي، نقلا عن ممثلين للادعاء، ذكروا أيضا أن مسؤولين فتشوا سكن تومبسون في المنشأة العسكرية الأميركية بأربيل السبت الماضي، ووجدوا مذكرة باللغة العربية، مكتوبة بخط اليد “مندسة تحت فراش سريرها، فيها معلومات عن أنظمة الكومبيوتر التابعة لوزارة الدفاع الأميركية” مع تحذير حول هدف للوزارة، لم يتم التعرف الى طبيعته بعد.