‏48 ‏‎ساعة مفصلية لحكم “المحكمة الدولية” وما بعده

‏48 ‏‎ساعة مفصلية لحكم “المحكمة الدولية” وما بعده

- ‎فيالمحلية

كتبت صحيفة ” النهار ” تقول: ‏‎من صباح اليوم الاثنين الى مساء غد الثلثاء سيُصبِح الحدث ‏اللبناني في مكان آخر طال ‏انتظاره منذ 15 عاما حين اهتز لبنان والمنطقة باغتيال الرئيس ‏الشهيد رفيق الحريري ‏ورفاقه في 14 شباط 2005 . كل الأنظار ستشخص غدا الى المحكمة ‏الدولية الخاصة بلبنان ‏التي ستلفظ حكمها في جريمة العصر التي أودت بالحريري والتي ‏استوجبت إحالة الجريمة ‏على القضاء الدولي . وإذ يتوجه نجل الشهيد ووارثه السياسي الرئيس ‏سعد الحريري اليوم ‏الى لاهاي مع وفد يرافقه لحضور جلسة النطق بالحكم فإن الحدث سيغدو ‏مزدوجا عقب ‏اعلان الحكم اذ سيكون للحريري الابن موقف يتسم بأهمية بارزة ومفصلية سواء ‏فيما يتصل ‏بحيثيات الحكم كما سيصدر او بموقف الحريري ودلالاته وإبعاده التي ترصدها ‏مختلف ‏الأوساط الداخلية والخارجية .‏

أهمية الحكم لا تقف فقط عند حدود الإدانة المرتقبة ما لم ‏تكن هناك مفاجأة كبيرة للمتهمين ‏الأربعة في الجريمة من”حزب الله ” وما سيتركه ذلك من ‏تداعيات عميقة واكثر اثرا بكثير مما ‏حاول الأمين العام للحزب التقليل منها في كلمته ‏الأخيرة بل تتمدد هذه الأهمية الى تداعيات ‏توقيت الحكم وتزامنه مع احتدام لحظة داخلية ‏شديدة التأزم عقب الانفجار الزلزال الذي ضرب ‏مرفأ بيروت ووضع لبنان امام واقع غير ‏مسبوق من الخطورة استعاد معه الاهتمام الدولي ‏المتعدد القطب. ومع ان ترقب صدور ‏الحكم في اغتيال الرئيس الشهيد سيشكل الاختراق الكبير ‏المتوقع للحظة التحركات الدولية ‏والمحلية الكثيفة التي طبعت المشهد اللبناني منذ أنفجار 4 آب ‏فإن معظم الاهتمام سيتركز ‏على رصد الأثر القوي والمباشر للحكم وتاليا الموقف الذي سيتخذه ‏الرئيس سعد الحريري ‏منه على مجريات استحقاق تشكيل الحكومة الجديدة تكليفا وتأليفا بعد ‏مرور الساعات ‏الثماني والأربعين المقبلة .‏

ذلك ان مجريات الاستحقاق الحكومي بدت عالقة على جمود ‏كبير يخشى ان يتمدد لفترة غير ‏قصيرة مع عدم بروز أي عوامل جدية بعد من شأنها بلورة ‏الاتجاهات الجدية للتكليف أولا ‏والتوافق على طبيعة تركيبة الحكومة علما ان بعبدا عاودت ‏العزف كما في تجربة تشكيل ‏الحكومة المستقيلة على اشتراط اكتمال كل التفاهمات ‏المسبقة على التكليف والتأليف قبل تحديد ‏مواعيد الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية ‏الشخصية التي تحظى بأكثرية النواب لتأليف الحكومة ‏الجديدة . وإذ لا تبدو الأيام المقبلة ‏على الأقل مرجحة لتحديد مواعيد الاستشارات فان كل الأنظار ‏ستكون مشدودة لرصد نبرة ‏الرئيس سعد الحريري ومضمون موقفه بعد صدور الحكم غدا لان ‏كثيرين سيربطون ما ‏يتردد عن عودته الى رئاسة الحكومة الجديدة بتداعيات الحكم فضلا عن ‏أمور كثيرة جوهرية ‏أخرى يبدو ان الحريري ليس في وارد المساومة حيالها وتشكل شروطا ‏ثابتة له للعودة والا ‏لن يقبل بهذه العودة . ولذا اكتسبت زيارة السفير السعودي وليد بخاري لبيت ‏الوسط مساء ‏امس ولقائه الرئيس الحريري عشية توجهه الى لاهاي بعدا بارزا عبر عن تعمد ‏إظهار السفير ‏السعودي الأهمية الكبيرة التي تعلقها على صدور الحكم وما سيتركه من انعكاسات ‏داخلية ‏وخارجية . وعبر السفير السعودي عن ذلك بقوله ” نؤكد وقوف المملكة التام وتضامنها ‏مع ‏الشعب اللبناني الشقيق وجميعنا نترقب ساعة النطق بالحق والحقيقة من محكمة دولية ‏بحجم ‏الشهيد رفيق الحريري . العدالة الإلهية ستنتصر لدم الشهيد رفيق الحريري ورفاقه ‏وتضع لبنان ‏على خارطة تحقيق السلم الدولي”‏‎.‎

النهار ‏