كشف الاشكال الذي وقع داخل احدى الصيدليات في صيدا عن مدى الغضب الشعبي جراء ارتفاع اسعار الدواء، بعد قيام وزارة الصحة بإصدار لائحة بالمدعوم منها، والاهم بدء توافرها بين ليلة وضحاها بعد فقدانها على مدى الاشهر الماضية، ولكن بأسعار مضاعفة واحياناً باتت خيالية، ما دفع بناشطين كثر على مواقع التواصل الاجتماعي الى التعليق بالقول: “النصيحة بتقوية المناعة لأن المرض بات مكلفاً وربما مميتاً”.
ومقابل الغلاء، كشف الاشكال ذاته عن فوضى عارمة في عمل الصيدليات، اذ واصلت غالبيتها اقفال ابوابها التزاماً بقرار الاضراب الذي دعا اليه تجمع اصحاب الصيدليات في لبنان منذ ايام عدّة، بينما قلّة منها فتحت أبوابها للناس، وعدّلت في أسعار الدواء لتصبح وفق التسعيرة الجديدة، فيما كان اللافت إقفال عدد منها أبوابها ظاهرياً، فيما عمد موظفوها الى تعديل الأسعار، وامتنعوا عن بيع الأدوية وحليب الأطفال بالرغم من توفره وهو ما استفزّ المواطنين الذين طالبوها ببيعهم الأدوية المطلوبة.
وروى شهود عيان لـ”نداء الوطن”، انه في أكثر من منطقة وقع اشكال داخل او أمام صيدلية مع مريض او قريبه، او والد حاول عبثاً شراء دواء وحليب لطفله، ابلغ بعدم وجوده قبل انّ يجن جنونه حين لمح علب الحليب متوفرة، وهنا وقع الاشكال، فيما لم يتورع ناشطون غاضبون عند دخول احدى الصيدليات في “كبسة”، والطلب من الموظفين الدخول الى غرفة التخزين او المستودع للتأكد من عدم وجود الادوية وخاصة “البنادول”، منها وكانت المفاجأة انها مخبّأة وغير معروضة في الصيدلية.
والصيدليات بمختلف قراراتها تناولها ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي وتساءلوا بمرارة: كيف توفر الدواء فجأة حين رفع الدعم؟! كيف “وجد” الدواء بالصيدلية بين ليلة وضحاها؟ وهو ما يطرح علامات استفهام حول أداء بعضها التي عمدت الى تخزين الدواء والامتناع عن بيعه لحين رفع الأسعار وجني الربح الوفير، علماً ان معظم صيدليات صيدا لم توفر جهداً لتأمين الدواء والمستلزمات الطبية لزبائنها بالرغم من ضعف الامكانيات وشحّ السوق.
ومشهد الصيدليات تلاقى تكراراً مع محطات الوقود، اذ اقفلت غالبيتها ابوابها ورفعت خراطيمها والقليلة التي عملت ميّزها الازدحام وطوابير الانتظار لساعات على ابواب عطلة نهاية الاسبوع وعيد الاضحى المبارك، فوقع جدال، او اشكال هنا او هناك وجرى تطويقه، فيما بقيت أزمة المازوت على حالها من الشحّ بالرغم من قيام منشآت نفط الزهراني بتسليم الكميات المطلوبة للسوق بعد إفراغ نصف حمولة باخرة فيها منذ ايام، ومعها بقيت السوق السوداء ناشطة لتأمين عمل المولدات الخاصة مع التقنين القاسي في التيار الكهربائي والذي بلغ نحو 20 ساعة قطع يومياً.
وبين الصيدليات والوقود، لوحظ غياب الحراك الاحتجاجي المؤثر في المدينة، حيث اقتصر على بعض الناشطين الذين لم يتأخروا بقطع طرقات بالاطارات المشتعلة وحاويات النفايات والحجارة واغصان الاشجار، بدأت من ساحة الثورة عند تقاطع ايليا، وامتدت الى شارع حسام الدين الحريري قرب شركة كهرباء لبنان، ثم ساحة النجمة، فشارع رياض الصلح الرئيسي وعند البوابة الفوقا، احتجاجاً على ارتفاع سعر صرف الدولار وغلاء كل المواد الغذائية والاستهلاكية.
وقال الناشط محمد نجم:”إنّ غضب الناس، بالرغم من قلّة اعداد المحتجّين، يعبّر بوضوح عن مدى سوء الاوضاع الاقتصادية والضائقة المعيشية واستمرار الانهيار الذي يولد أزمات متلاحقة وآخرها في عمل الصيدليات”، مشيراً الى “اننا لن نهدأ حتى نحقق مطالبنا في تأمين حياة كريمة وتشكيل حكومة انقاذ وطني تعالج المشاكل المتراكمة وتوقف الفساد”، داعياً الناس “الى النزول الى الشوارع والتعبير عن رفضها لما آلت اليه الاوضاع وقد بتنا عاجزين عن شراء اي شيء”.
المصدر| محمد دهشة – نداء الوطن